قصيدة الحصري القيرواني والتي عارضها
أكثر من أربعة وثلاثين شاعرا من بينهم أحمد شوقي
( ياليلُ الصبُّ متى غده )
يا ليل، الصب متى غــده
أ قـيـام الساعـة مـوعـده
رقــد الســــمَّـــار وأرقـه
أســفُُ لـلـبــيــن يــرددهُ
فـبـكــاه النجــم ورق لــه
مـمــا يـرعــاه ويرصــده
كـلـف بغــزال ذي هـيـفِ
خوف الواشيـن يشــرده
نصبت عـيـنـاي له شركاَ
في النوم فعـز تـصيـــده
وكفى عـجـباَ أني قـنـصُُ
للسرب سـبانــي أغيــده
ينضـو من مقـلـتـه سيفاَ
وكأن نعــاســـاَ يغـمـــده
فـيـريـق دم العـشـاق به
والــويـل لمـن يتـقــلـــده
كـلا لا ذنب لـمـن قـتـلت
عـينــاه ولـم تـقـتـل يـــده
يا من جحدت عيناه دمي
وعـلـى خــديـــه تـــورده
خداك قـد اعـترفا بـدمـي
فعــلام جـفونك تجـحــده؟
إني لأعـيـذك من قـتـلـي
وأظـنـــك لا تــتـــعــمـــده
بالله هب المشتاق كــرى
فـلـعـــل خيـالك يسـعـــده
ما ضرك لو داويت ضنى
صــبِ يـدنيـك وتبـعـــــده
لم يُبـق هـواك له رمـقــاَ
فـلـيــبـك عــلـيــه تعـــوًّده
وغـداَ يقضي أو بعد غـد
هـل من نظــرِ يــتــــزوده
يهـوى المشتاق لقـاءكـم
وصـروف الـدهــر تبعـده
ما أحلى الوصل وأعـذبـه
لــولا الأيــام تــنــكــــــده
بالبين وبالهـجــران فـيـا
لـفــؤادي كـيـف تجـلــده
****
قصيدة من التمعن عند قراءتها قريبة الشبه لكلمات أغنية سمعناها كثيراً
( ياليل الصب متى غده )
وتعتبر المغنية فيروز أشهر من تغنى بهذه الكلمات ولكنها كما نظمها أحمد شوقى معارضة لقصيدة الحصري القيرواني
ياليل الصب متى غده
أقيام الساعـة موعـده
رحم الله شوقي ..فقد كان أحد الذين أعادوا للشعر العربي هيبته
وهذه معارضة أحمد شوقي ..
مُضْنـاك جفـاهُ مَرْقَـدُه
وبَكـاه ورَحَّـمَ عُـوَّدُهُ
حيـرانُ القلـبِ مُعَذَّبُـهُ
مَقْروحُ الجَفْـنِ مُسهَّـدُهُ
أَودَى حَرَقًـا إِلا رَمَـقًـا
يُبقيـه عليـك وتُنْفِـدُهُ
يستهوي الوُرْقَ تأَوُّهـه
ويُذيب الصَّخْـرَ تَنهُّـدُهُ
ويُناجي النجـمَ ويُتعبُـه
ويُقيـم الليـلَ ويُقْعِـدهُ
ويُعلّـم كـلَّ مُطَـوَّقَـةٍ
شَجَنًا في الدَّوحِ تُـرَدِّدهُ
كم مدّ لِطَيْفِكَ من شَـرَكٍ
وتــأَدَّب لا يتصـيَّـدهُ
فعساك بغُمْضٍ مُسعِفـهُ
ولعـلّ خيالَـك مُسعِـدهُ
الحسنُ, حَلَفْتُ بيُوسُفِـهِ
(والسُّورَةِ) إِنـك مُفـرَدهُ
قد وَدَّ جمالَـك أَو قَبَسًـا
حوراءُ الخُلْـدِ وأَمْـرَدُهُ
وتمنَّـت كـلُّ مُقطِّـعـةٍ
يَدَها لو تُبْعَـثُ تَشهـدُهُ
جَحَدَتْ عَيْنَاك زَكِيَّ دَمِي
أَكذلـك خـدُّك يَجْحَـدُهُ?
قد عزَّ شُهودِي إِذ رمَتـا
فأَشَرْتُ لخـدِّك أُشْهِـدُهُ
وهَممتُ بجيدِك أَشرِكُـه
فأَبَى, واستكبـر أَصْيَـدُهُ
وهزَزْتُ قَوَامَـك أَعْطِفـهُ
فنَبـا, وتمنَّـع أَمْـلَـدُهُ
سبـبٌ لرِضـاك أُمَهِّـدُه
ما بالُ الخصْـرِ يُعَقِّـدُهُ?
بيني في الحبِّ وبينكَ ما
لا يقـدرُ واشٍ يُفـسِـدُهُ
ما بالُ العاذل يفتحُ لـي
بابَ السلـوانِ وأوصِـدُهُ
ويقولُ تكـادُ تُجَـنُّ بـهِ
فأقـولُ وأُوشـكُ أعْبـدُهُ
مولايَ وروحي في يـده
قد ضيّعها سلِمَـتْ يـدُهُ
ناقوسُ القلبِ يـدقُّ لـهُ
وحنايا الأضلِـع معْبـدُهُ
قسمًـا بثنايـا لؤلؤِهـا
قسَمَ الياقـوتَ مُنَضَّـدُهُ
ورضابٍ يُوعَـدُ كوْثـرُه
مقتُولُ العشقِ ومُشْهَـدُهُ
وبخالٍ كـاد يُحَـجُّ لـهُ
لو كـان يُقبَّـل أسْـودُهُ
وقوامٍ يَرْوي الغصنُ لـهُ
نَسَبًـا والرمـح يُفَنّـدُهُ
وبخصْرٍ أوْهنَ من جَلَدي
وعوادي الهجْـرِ تبـدِّدُهُ
ما خُنْتُ هواكِ ولا خَطَرَتْ
سلـوى بالقلـبِ تُبـرِّدُهُ
ومن آخر المعارضات التي قرأتها أنا شخصيا
هي معارضة الشاعر السعودي ( عبدالله أحمد المشيقيح )
بقصيدة ( ثورة الأشجان )
لحْـــن الأشـجـانِ يُـغَـــــرّدهُ
طـَيري والصــبّ يُـــــردِدُهُ
مِنْ طـيــفٍ أرّقَ تـذكــاري
بـالسَـحَرِ فكـنـــتُ أكابــــدُهُ
وخيَـالٌ يمـرحُ في جَسَــدي
يُغـــــريــهِ ولا يَــتـوَسـّـــدُهُ
والرمـشُ يُـــردد يـــا ويـلي
مـِنْ لــيـلٍ أبـطــأ سَـرْمَــدُهُ
نـَفـسٌ في صَدري أُنــزِلــُهُ
والشـوقُ يَـعُـوْدُ فـيُـصْعِـدُهُ
والسَـهـَـرُ يعّـــودُ أجـفـانـي
إنْ جَـــنَّ مَنـامي تجْـحَـــدُهُ
عَـــوّدها تـُـربـِـكُ أوقـــاتي
تعـْبثُ بالجــفــنِ وتـوقـِــدُهُ
أرقٌ يـَـأتـيـني ويُـــؤرِقــُني
أشـقــاني مِــنـه تـعـَــنـّــــدُهُ
تــَـوَقٌ أهـْـداني مِعْـطــَفـَــهُ
يَـــا رَبـّي كـَيـفَ أُجَــــرّدُهُ!
نَـاديـتُ بـِصوتي يَـا قـَمري
هَــلاّ لِحـَـزيـــنٍ تـُـسْــعِـــدُهُ
مـَا بَـالُــكَ تحـرمني نـومي
أهُـــنـالِـكَ شــيءٌ يُـبـعـِـدُهُ!
خـَفــقـانــــاً منــك يُــوتـّرهُ
عَـزفٌ والنــبضُ يُـنَــهّــدُهُ
يا غـــُنوةَ أحــلامي هَـــيّــا
فالحـــــبُ تــأخّـرَ مَـوعِـدُهُ
والـلهَــــبُ بجوفي يحرقني
ضُـمّـيــــني حتى أُخـْـمِــدُهُ
أنــا سَـيـــفٌ أثــلمَهُ سَهـري
فـَهَـلُـمّ بـوصِلــــكَ تـُغـْمِـدُهُ
أنـا أمسٌ أمّـلَ فـي غـَـــدِهِ
قـُـلْ لـي بـالله مـــتى غَـدُهُ؟
أنــا ولـَـهٌ أثــخـَـــنـهُ صَــد ٌ
والبـَــيـــــنٌ أراهُ يُــهَــــدّدُهُ
لـمْ يَـرقـدُ رِمـْشـي مـِثــلهُم ُ
فـتعــالَ لعـلّــكَ تــُرقِـــــدُهُ
يـالَهــفةَ وجـدي مِنْ حُـسْــن ٍ
أركـاني ظـلـّـتْ تـَـقـصُــدُهُ
عَـنـّقـَـدَ بالنحْـرِ قـــلائــــدَهُ
كالــدّرِ حَـــواه ُ زبـَـرجَــدُهُ
وطـَـلا خـدّيــهِ بِـحُـمـــرَتِـهِ
كــنهــارٍ حَـــــلّ تـَــــوَرّدُهُ
رسَـمَ الخضّـابُ لهُ نَـقــشـاً
فـي الجـيدِ فــتهتُ أشَـاهِـدُهُ
خـُيَــلاءٌ يـمــشي في دَلـَــع ٍ
مــثــلُ الأغــصانِ تـَغـَيّــدُهُ
يتــقـاطــرُ مِـنْ فـَـمِهِ نـَغـَمٌ
كــنـَمــيــرٍ رامَ يـُــقـَــلـّــدُهُ
بــجــمالٍ لــيـس لــهُ نِــــدٌ
فـتــباركَ ربٌ مُــــوجـِــدُهُ
إنْ قـامَ اللحــظُ يـُـــلاحِـقـُه ُ
يُـثــنـيهِ الــيــأسُ فــيُـقـعِدُهُ
أمّـلَـني رَشــفَ مـَـناهِــــلِهِ
فتــباعَــدَ عَــنـّي مَــــوردُهُ
وسـرابٌ بـاتَ يُـسَـامِـرُني
فـــــأراهُ ولا أتـــصَـيـّـــدُهُ
كـغَـزالٍ يــشـرُدُ مِنْ حـقلي
وأنــــا والحـبـْـل ُنـُــطــارِدُهُ
فــيـَفـرُ ويـنـأى عـن حضني
فـهـَـرعـتٌ لنــومي أنـشُــدُهُ
فـجَـلسْــتُ أرددُ وا أسَـــفــاً
مِـنْ ظـَـبي ٍ كَــيـفَ أُقـَــيّــدُهُ
عَـبَـثاً مـا كـُـنْتُ أُمـَـارسُـــه ُ
طيـفاً مـَا كُـنــتُ أُصَـــفـّـدُهُ
زيـــفــاً ما كُـنـْتُ أُصــادِقـُه ُ
خَــطــأ ًً مَـا كـُنـْتُ أُسَــــدِدُهُ
صَـنـماً مَـا كـُنـتُ أُحــَـاورُهُ
زَبــَــداً مَـــا كُـنـتُ أُجَـمّـدُهُ
غـَبـَشــاً والــلــيلُ يُـسَــوّدُه ُ
يـا لــيـــتَ الــصبحَ يُــفـَنــّـدُهُ
أتـُــراهُ يـُــلاعِـبُ وجْـدانـي
أمْ أنَّ الـــبـُـعْـــدَ يـُـــــرَاودُهُ
أنــوَى بــالهجــر يُـعَــذبُـني
وشِــغـافي يَحنـو يَعـْـبُـدُهُ؟
أهـْــــواهُ نَــعـَـمْ 00وأُحـبّـذهُ
لكــــنـّي لــسْــتُ أُمـَجــّــدُهُ
أسفـاً يـا قــلبُ فــلا تـحـْزن
فــالـــنـوءُ يَــزيــدُ تـَمَـرّدُهُ
لاتــندبْ عِـشـْـقـاً غــادرنا
قــدْ ولــّى عَـنــــكَ تــوَدّدُهُ
وعْـداً سُــقــناهُ عـلى عَجـلٍ
نـَرسُــمـــــهُ ولا نـَتــوّجَـدُهُ
غـــَزلٌ حُـصَـريٌ أغـْوَانــي
أطربني فـَـقـُلـتُ أُسَـعْـــوِدُهُ
حَـسدوهُ النّـاسُ عَـلى غـَزَلٍ
والآن أنــا مَـنْ يَـحْــسُــدُهُ!!
شـِعْــــرٌ رنّـــانٌ من قلمــي
عـَــلّ العشــّـــاق تـُخـَــلـّـدُهُ
نقله لكم
ظميان غدير
مواقع النشر (المفضلة)