إليكم أيها الإخوة هذه القصة لرجل يعيش في المنطقة الشمالية، رجل أمضى عمره في طاعة الله، في الليل قائم، وفي النهار صائم، يبتغي بذلك وجه الله جل وعلا يقضي جل وقته في بيت من بيوت الله، يسعى للخير ويأمر به، في كل يوم يرفع نداء الحق خمس مرات، يقول صلى الله عليه وسلم: (المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة)، لا يكل ولا يمل من طاعة الله، قلبه مطمئن بالإيمان، لسانه رطب بذكر الله، يعمّر وقته بالتسبيح والتهليل والتكبير، ويسأل الله دائما حُسن الخاتمة، لأنه يعلم أن الأعمال بالخواتيم، وخير الأعمال أواخرها. لقد أنعم الله عليه بحسن الخاتمة، وحقق له ما يأمله ويصبو إليه.
الله أكبر ولله الحمد ففي فجر الجمعة الماضي، وبعد ليلة حافلة بصلاة التراويح والقيام، أدى سحوره وحمد الله وشكره على نعمه، ثم توضأ لصلاة الفجر، فلما حان وقت الصلاة شرع بالأذان الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد ألا إله إلا الله، أشهد ألا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله.. ثم توقف قليلاً ورجع للخلف، ثم جلس ووضع يده على رأسه، وقام رجل بجواره وأكمل الأذان، فلما رجع إليه وجده ميتاً، الله أكبر ما أحسن هذه الخاتمة:
- في بيت من بيوت الله وهو يؤذن.
- في وقت صلاة الفجر وهو صائم.
- في يوم الجمعة المبارك.
- في شهر رمضان المبارك.
- في العشر الأواخر.
اللهم يا حي يا قيوم، يا فرد يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد نسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سألت به أعطيت، أن تجعل خير أعمالنا أواخرها، وخير أيامنا يوم أن نلقاك، وتحسن لنا الخاتمة في الدنيا والآخرة، وترزقنا الفردوس الأعلى من الجنة من غير حساب ولا عقاب، بل كرماً منك وجوداً يا أرحم الراحمين.
مواقع النشر (المفضلة)