السلام عليكم
ما جاء هنا يخص الكاتب و من وجهة نظره و الماده مطروحه للمناقشه لنا جميعآ ...
و تصبحون على خير
تحياتي
00000000000000000000000000000000000000
الجمعة 23 فبراير 2007م، 05 صغر 1428 هـ
حجاب العقول
كوكب الوداعي
تشتعل مشكلة الحجاب بين فينة وأخرى وكل يدلي بدلوه فمن تصريح مسؤول عربي بخلعه إلى منعه في بعض البلدان العربية والإسلامية, وبين مؤيد ومعارض تثار نقاشات تتطرق إلى جوانب عديدة فقهية وثقافية واجتماعية.
منهم من يتخذه رمزاً لتوجه سياسي وديني معين في الدول العربية والإسلامية ويعتبره انتصاراً للجماعات الإسلامية ومعياراً لنجاحه واستقطابهم للشباب ليرعبوا به معارضيهم الذين يرونه مجرد موضة , والفتيات حسب تحليلاتهم لجأن إليه بسبب الظروف الاقتصادية القاسية التي تمنعهن من الذهاب للكوافيرة يومياً.
ويصل الاستخفاف بالعقول إلى شغل الرأي العام بقرار تحجب تلك الفنانة وغضب وحزن البعض أو فرح الآخرين وسعادتهم.
نشتكي في أوطاننا من الحجاب المضروب على العقول والدخول في متاهات رغم وجود أ سس وبدهيات مفروغ منها فالحجاب والاقتناع بلبسه راجع للمرأة نفسها وعلاقتها بربها .
فمن النساء من يتخذن الحجاب فريضة وواجباً دينياً ويتمسكن به حتى وإن أدى ذلك إلي فقدهن لوظائفهن ودراستهن, وأخريات يعتبرنه زياً وطنياً يدخل ضمن العادات والتقاليد ويتخلين عنه حالما تغادر الطائرة أجواء أرض الوطن.
يجب علينا أن نهتم بمعاناة المرأة المحجبة في الغرب ونظرة الغربيين لحجابها بأنه رمز للتخلف والقهر, والتقوقع على الذات ودليل على ضعف الانتماء والرفض للاندماج في مجتمعاتهم العلمانية.
وتظل نظرة الريبة والشك إلى حد الهلع تلاحقها من (الخطر الإسلامي) المتخفي وبيده سكين وراء برقع وحجاب المرأة المسلمة.
رغم أن الحرية الفردية مقدسة وتصاغ القوانين والتشريعات المختلفة للمحافظة على حقوق الفرد وحماية حرياته,و لبس الحجاب أو خلعه يدخل ضمن الحريات الشخصية التي تكفلها حقوق الإنسان وقوانين المجتمعات الغربية إلا أنهم ينظرون إليه كرمز ديني يعبر عن التطرف والتزمت والانغلاق مع أنه لا يختلف عن لبس الراهبات في الكنائس اللاتي لا يظهر منهن غير الوجه والكفين وهو مطلب بسيط للمرأة المسلمة الملتزمة.
علينا أن نتفهم خوفهم من الإسلام ولا نتجاهل المخزون اللاشعوري الذي يحملونه تجاه كل ما هو مسلم, فالإنسان عدو ما يجهله ولا ننكر دورنا كمسلمين في تجهيلهم بالإسلام بسبب السلوكيات الخاطئة والأفكار المغلوطة التي نحملها والتعصب الطائفي والمذهبي الذي نعيشه.
فلنا دور فيما يحملونه من أفكار مغلوطة نتيجة لانشغالنا بسفاسف الأمور وانقسامنا حول أنفسنا في استهجان واستغراب ما قررت المرأة أن تلبسه باقتناع, في حين لا يثير في نفوس هؤلاء العري المبالغ فيه الذي يسعى البعض لنشره شيئاً من ذلك.
*نقلا عن جريدة "الوطن" السعودية
*من ابراهيم الشدي
مواقع النشر (المفضلة)