إطلاق السعوديين من جوانتانامو لم يكن أمراً سهلاً
تستعد الرياض لاستقبال دفعة من المعتقلين السعوديين المفرج عنهم من معتقل جوانتانامو.
وكان وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل كشف في لقاء مع الصحف الأمريكية في السفارة السعودية بواشنطن أمس أنه سيتم إطلاق سراح 16 سعوديا قريبا من جوانتانامو.
وأضاف الفيصل أن السعودية ستقوم بالتحقيق مع أولئك المعتقلين لدى وصولهم وإطلاق سراح من لم تثبت عليه أي تهمة وإحالة الآخرين إلى القضاء.
كما أكد أن قضية المعتقلين لم تكن سهلة "ولكننا سعداء بأنها تحل", مشيرا إلى أن أسر السجناء كانت تطالب بشدة بعودة أحبائهم.
على صعيد آخر, قال الفيصل إن مجلس التعاون الخليجي سيرسل مبعوثا إلى إيران قريبا لمحاولة إقناعها بالتخلي عن موضوع الأسلحة النووية, وتشجيع التوصل إلى حل سلمي لنزاعها مع المجتمع الدولي.
وأيد سموه اقتراحا أوروبيا يعرض على إيران السماح لها بالحصول على مفاعلات نووية تعمل بالماء الخفيف كجزء من اتفاق يهدف إلى تشجيع طهران على تجميد برنامج لتخصيب اليورانيوم يشتبه الغرب في أنه يرمي إلى تصنيع أسلحة.
وقال للصحفيين إننا "نأمل أن تنجح تسوية دبلوماسية وأن تسمح لنا بخيار ثالث بدلا من الخيارين السيئين المطروحين, إما وجود أسلحة ذرية في إيران أو أن تنتزع منها", مشيرا إلى أن وزير الخارجية العماني سيزور في الأيام القليلة القادمة طهران كمبعوث من مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف أن "إيران تسعى إلى دور قيادي في المنطقة, وإحدى مسؤوليات القيادة هي العمل على إشاعة الاستقرار والأمن في المنطقة, وليس التسبب في زعزعة الاستقرار من خلال إضافة قضية تثير عدم الاستقرار مثل الأسلحة الذرية والانتشار النووي."
وتابع قائلاً إننا "نأمل أن نجد أذنا صاغية من الإيرانيين بهذا الصدد وأن ينضموا إلينا في سياستنا الرامية إلى إبقاء منطقة الخليج والشرق الأوسط خالية من الأسلحة الذرية."
وأجاب سموه على سؤال حول ما إذا كان يعارض تلقي إيران مفاعلات نووية تعمل بالماء الخفيف التي تعتبر أقل إثارة للشبهات في عملية الانتشار النووي عن الأنواع الأخرى بقوله "مطلقا, على العكس إذا استطاعوا التوصل إلى اتفاق (دبلوماسي) فهذا سيكون الأفضل."
وأضاف أنه من الأصعب الاعتراض على امتلاك دول أخرى في الشرق الأوسط أسلحة نووية بينما هناك دولة لديها بالفعل هذه القدرات.
وفي الملف العراقي, أبدى الفيصل أمله أن يكون الدور الإيراني في العراق إيجابيا, ويساهم في وحدة العراق.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية , أكد الفيصل أن السعودية تعتقد أن سياسة تجميد تقديم المساعدات للفلسطينيين هي سياسة خاطئة لأنها لن تعمل إلا على تشجيع تزايد التطرف وتحول مواقف القاعدة الشعبية المؤيدة لعملية السلام.
وأوضح سموه أن اللجنة الرباعية توصلت خلال اجتماعها الأخير في العاصمة البلجيكية بروكسل إلى آليه لإيصال المساعدات إلى الفلسطينيين.
وقال إننا نأمل رغم عدم معرفتنا بتفاصيلها بعد في أن تكون تلك الآلية فعالة وفورية لإيصال المساعدات إلى المناطق المحتاجة لها في الأراضي الفلسطينية.
كما أكد سموه كذلك أهمية مواصلة الحوار مع الحكومة الفلسطينية لأن ذلك هو السبيل الوحيد الممكن لإقناعهم بتغيير مواقفهم تجاه عملية السلام.
وقال سموه إن هناك الآن بداية جديدة مع الحكومة الفلسطينية الجديدة ويجب استغلالها قبل أن تتخذ مواقف ثابتة يصعب التعامل معها, مشيرا إلى أن الحكومة الفلسطينية أعلنت أنها مستعدة للالتزام بفترة طويلة من عملية وقف إطلاق النار طالما استمرت مفاوضات السلام.
كما أعرب سموه عن قلقه من الخطة التي أعلنت عنها إسرائيل للانسحاب من بعض المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية لأنها لن تؤدي سوى إلى تشتيت الانتباه عن خطة السلام "خارطة الطريق" وعن مبادرة السلام العربية التي اقترحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في عام 2002م وتبنتها قمة بيروت العربية بعد ذلك. وأوضح سموه فيما يتعلق بعودة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة الأمريكية وليبيا أن المملكة العربية السعودية ليس لديها تحفظات على عودة تلك العلاقات.
وطالب سموه كذلك فيما يتعلق بجهود القضاء على الإرهاب بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب يعمل على تنسيق الجهود الدولية في ذلك الخصوص.
وكان الأمير سعود الفيصل وصل إلى واشنطن أمس في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية يلتقي خلالها مع عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين.
وسيرأس سموه خلال الزيارة وفد السعودية في اجتماعات اللجنة السعودية _ الأمريكية للحوار الإستراتيجي التي ستعقد اجتماعها الثاني اليوم في مقر وزارة الخارجية الأمريكية.
مواقع النشر (المفضلة)