قهر الشاب (37 عاما) إعاقته التي ألزمته الفراش سنوات طوالا، واستطاع منذ نحو العام أن يرسم له طريقا مختلفا بصبره وكفاحه في أن يكون إنسانا فاعلا في المجتمع.
وتمكن الشاب"الحاصل على الشهادة الابتدائية"من الحصول على وظيفة بسيطة"كاتب في إحدى المدارس في حائل" براتب لا يتجاوز 1500 ريال كمصدر رزق له ولعائلته الصغيرة التي تتكون من والدته وزوجته وثلاثة أطفال أكبرهم يبلغ خمسة أعوام.
وأوضح لـ"الاقتصادية"تركي الشمري أنه نادم على الأعوام الماضية والتي كان فيها طريح الفراش ولم يتحرك لمزاولة حياته العادية والتغلب على الشلل النصفي الذي يعاني منه.
وعاد بالذاكرة إلى الوراء لتحديد سبب إصابته بالشلل النصفي قبل 12 عاما قائلا: كنت قادما من عملي في إحدى منشآت القطاع الخاص في حائل وتناولت وجبة الغداء واستحممت وشغلت جهاز التكييف ونمت في الجهة المقابلة له، واستيقظت ولم أستطع الحراك حينها وحتى اللحظة.
وحول زواجه أبان أنه لم يتهيأ له لولا توفيق الله ثم إلحاح والدته وبكائها عنده قبل ستة أعوام وحثها له على الزواج لرغبتها في مشاهدة أولاده. وأضاف: ذلك الموقف كان له الدور الكبير في تغيير نظرتي المتشائمة للحياة وضرورة أن أتغلب على إعاقتي وبالفعل تزوجت ورزقت خلال العام الأول بابني البكر ما حتم علي البحث بشكل جدي عن وظيفة تؤمن مستقبل أولادي واستطعت بعد بحث واستجداءات خلال أربعة أعوام أن أحصل عليها قبل نحو عام.
وأفصح خلال حديثه إنه لم يتبق من أحلامه إلا توفير أرض سكنية في حائل لكي يستطيع بناء منزل له ولوالدته ولزوجته وأولاده، ولا سيما أن قرض صندوق التنمية العقاري الخاص به والذي كان قد تقدم به للصندوق قبل إعاقته قد تهيأ له أخيرا عندما تم إدراج اسمه في إحدى الدفعات المعلنة، وقال: ما أخشاه بالفعل أن يمضي الوقت المحدد من الصندوق سريعا لتوفير الأرض وبالتالي تفوت علي فرصة امتلاك المنزل لعدم وجود أرض سكنية لدي.
ولفت إلى أنه لايزال يتذكر وقفات جيرانه وأصدقائه خاصة المقربين الذين أسهموا بشكل كبير في انتقاء الزوجة المناسبة له من خارج البلاد.
مواقع النشر (المفضلة)