قتل نحو 2000 شخص في الزلزال الذي ضرب شمال باكستان وشمال غرب الهند وشمال شرق افغانستان وخلف اضرارا فادحة صباح امس،وفق نتائج موقتة اعلنها المسؤولون في الدول الثلاث.ففي باكستان قتل حوالي 1500 شخص بينهم الف في محافظة كشمير الباكستانية.وقال الضابط المسؤول عن اعمال الاغاثة الرائد رانا نيسار لوكالة فرانس برس من مظفر اباد،عاصمة المنطقة،ان عدد القتلى يفوق بالتاكيد الف شخص في كشمير.واكد قائد الشرطة الاقليمية رفعت باشا ان 600 شخص على الاقل قتلوا في المحافظة المحاذية للحدود الشمالية الغربية. وافاد وزير الاعلام الهندي جايبال ريدي ان نحو 300 شخص بين مدني وعسكري قتلوا في كشمير الهندية.وتوقع الجنرال شوكت سلطان الناطق باسم الجيش الباكستاني ان يصل عدد القتلى الى عدة الاف في كشمير وحدها. واضاف للصحفيين لم نشهد مثل هذه الكارثة في تاريخ باكستان.وقال الجنرال شوكت ان قرابة 200 جندي باكستاني قتلوا في ولاية كشمير بسبب الزلزال.انزلاقات أرضية وتدمير مساكن حصلت انزلاقات تربة في عدة بلدات في سلسلة جبال هندوكوش (مئة كيلومتر شمال اسلام اباد) وفقا لمعلومات مجتزأة وقال الضابط اقبال احمد من شرطة ماسيرا ان 90 بالمائة من منازل ثلاث بلدات في اقليم مانسيرا دمرت كليا.واتت اكثر المعلومات خطورة من مناطق جبلية في شمال باكستان يصعب الوصول اليها بسبب وعورتها. واشار مسؤولون في الشرطة المحلية الى ان هناك بلدات مدمرة ومنازل منهارة وعشرات الضحايا. وشعر كل سكان باكستان بالهزة التي فضلا عن الدول المجاورة في شمال الهند وشرق افغانستان. وقد هز الزلزال المدن الباكستانية الرئيسية كمدينة راوالبيندي والعاصمة إسلام أباد ولاهور وفي الهند شعر السكان في العاصمة نيودلهي وولايات البنجاب وهيماشال براديش واوتارانتشال والبنجاب وراجاستان وجامو وكشمير بالهزة.
اختفاء قرى
وابلغ أحمد خان شيرباو وزير الداخلية الباكستاني الصحفيين في إسلام أباد: محيت العديد من القرى في المناطق الشمالية ونتلقى تقارير بوقوع مئات الضحايا.
وأعلنت حالة الطوارئ في المستشفيات التي تقع في المناطق المتضررة من الزلزال بينما ذكرت تقارير واردة من المناطق الشمالية الاكثر تضررا وقوع أضرار جسيمة وإلحاق دمار هائل. وذكرت قناة جيو التليفزيونية الباكستانية الخاصة مقتل 25 شخصا على الاقل بينهم قاض لقي حتفه عندما انهار مبنى محكمة محلية بمدينة مظفر أباد عاصمة الجزء الباكستاني من كشمير.
وأكد المسؤولون في مستشفى أيوب الطبي في مدينة أبوتاباد الواقعة على بعد حوالي 120 كيلومترا شمال إسلام أباد مقتل 12 شخصا على الاقل وخضوع المئات للعلاج.
جثث تحت الأنقاض
وقال خان زادة خان وهو مسؤول في منطقة باتجرام الشمالية إن حوالي 20 قرية من بين قرى المنطقة البالغ عددها 97 قرية دمرت بالكامل. وقال لاحدى قنوات التليفزيون المحلية :أحصيت 22 جثة على الاقل ولا يوجد بناء لم تلحق به أضرار.
وقال مراسل قناة (باكستان تي.في) الحكومية بمدينة مانشيرا الشمالية إن 50 شخصا قتلوا في المنطقة بينهم تسعة أطفال عندما انهار سقف مدرستهم.
وانتقلت فرق الانقاذ التابعة للجيش إلى الاجزاء الشمالية من باكستان بعد ورود أنباء بأن قرية بمنطقة باتان محيت بالكامل.
وأفادت التقارير الاولية من المنطقة الواقعة شمال باكستان بالقرب من مركز الزلزال وقوع أضرار جسيمة في مدينة مظفر أباد عاصمة الجزء الباكستاني من كشمير إلى جانب بلدات كشميرية أخرى بينها راوالاكوت وباتجرام.
وتسببت الهزات أيضا في وقوع العديد من الانهيارات الارضية حول بلدات سكاردو وكوهيستان وشيترال الشمالية مما أدى إلى إغلاق العديد من الطرق الرئيسية.
وقال الميجور جنرال شوكت سلطان كبير المتحدثين باسم الجيش الباكستاني إنه بسبب إغلاق العديد من الطرق انتشرت المروحيات التابعة للجيش لاجراء مهمات الانقاذ عند الحاجة.
وأفادت التقارير الواردة من مدينة سكاردو أن أقساما من الطريق السريع الرئيسي الموصل بين باكستان والصين أغلقت بسبب الانهيارات الارضية والثلجية في بعض الاماكن.
وتسبب الزلزال في إلحاق أضرار غير عادية في المدن المكتظة كمدينة راوالبيندي جنوب إسلام أباد ولاهور حيث توقفت الحالة المرورية في وقت مبكر من صباح امس وأوقف غالبية الناس سياراتهم عندما شعروا بالهزة الارضية وقال خبراء الزلازل إن تأثير الهزات وصل حتى أفغانستان.
وأدى الزلزال إلى انقطاع التيار الكهربائي في إسلام أباد ومدينة راوالبيندي المجاورة لها وتعطل الحركة المرورية بالكامل لان الناس هرعوا باحثين عن مكان أكثر أمنا.
مئات القتلى في الهند
وضرب الزلزال شمالى وغربى الهند وقتل واصاب العديد من السكان وقالت هيئة الارصاد الجوية الهندية إن مركز الزلزال يقع على بعد 80 كيلومترا غربى مظفر أباد في المنطقة التي تسيطر عليها باكستان من كشمير.
وقال مسئولو وزارة الداخلية إن السكان في العاصمة نيودلهي وولايات البنجاب وهيماشال براديش واوتار انتشال والبنجاب وراجاستان وجامو وكشمير شعروا بالهزة. كما شعر سكان ولاية مادهيا براديش وسط الهند التي تقع على بعد 700 كيلومتر جنوب نيودلهي بالزلزال.
ذعر وخوف
وسادت حالة من الذعر بين آلاف الاشخاص مما دفعهم إلى الخروج من منازلهم بعد وقوع الزلزال فورا. وقال أشخاص إن هزتين صغيرتين وقعتا وادتا الى اهتزاز المباني السكنية وشعر بهما السكان. وتم إجلاء الاطفال أيضا من المدارس وتسبب الزلزال في مقتل تسعة أشخاص كما الحق اضرارا بالغة في مناطق جامو وكشمير القريبة من مركز الزلزال. وذكرت محطة تلفزيون (إن دى تي في) أن ستة أشخاص قتلوا بينما أصيب خمسون آخرون بجروح في منطقة بارامولا القريبة من سريناجار عاصمة الولاية . كما ذكرت المحطة أيضا أن 20 شخصا أصيبوا في مقاطعتي بونش وأوري. ولحقت أضرار بمعظم المنازل والمباني الحكومية في الولاية بلغت حد الانهيار أو التحطم. كما انقطعت خدمات الطاقة والهواتف في جامو وكشمير.
وهرع سكان ضواحي نويدا وجورجاون في نيودلهي إلى الشوارع. وقالت ربة منزل إنها خشيت بشدة حتى من التحرك. ووصفت المشهد قائلة : كانت الحوائط والمباني تتمايل وبدأت المراوح والنوافذ في الاهتزاز. لقد شعرت بحالة من الفزع الشديد ولكني أخذت رضيعي البالغ من العمر ثلاثة أشهر وهرعت إلى الشارع.
وقد احاط افراد من قوات الامن برئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ وزعيمة التحالف التقدمي المتحد الحاكم سونيا غاندي اللذان كانا يحضران اجتماعا للحزب داخل مبنى مكون من ثلاثة طوابق في تشانديجاره عاصمة ولاية البنجاب لدى وقوع الزلزال ولم يصب أحد بأذى. وتابعا الموقف من هناك.
وفور وقوع الزلزال وتوابعه عمدت وزارة الداخلية إلى تنشيط آليات إدارة الكوارث وأعلنت حالة التأهب.
جنود دفنوا أحياء
وافادت مصادر رسمية هندية ان 23 شخصا على الاقل بينهم 15 جنديا ورضيع في شهره الثامن قتلوا وجرح اكثر من 200 امس في كشمير الهندية جراء الزلازل العنيف الذي ضرب ايضا باكستان وافغانستان.
واوضح ناطق باسم الجيش الهندي ان الجنود قتلوا عند خط المراقبة وهي الحدود التي تفصل بين كشمير الهندية وكشمير الباكستانية.
واوضح ان عددا من المراكز المتقدمة للجيش انهارت في حين اصيبت اخرى بسقوط اشجار او بانزلاق التربة مشيرا الى احتمال وقوع ضحايا آخرين.
مواقع النشر (المفضلة)