من يدرك ؟
الكثير منا يفوت على نفسه منافع ميسرة قريبة لديه!! وهو يندب حظه دون تكبد العناء في البحث الجاد لتوفير سبل الراحة لنفسه فالموظف مثلاً يستطيع أن يلفت انتباه رئيسه المباشر وإدارته المعنية به إلى جدارته المتمثلة في همته وحرصه على تلك المنشأة التي ينتمي إليها هو وهو بذلك يحصل على علاوة أو نيل ثقة قد توصله إلى أعلى مراكز الريادة.وأنت في تعاملك مع الآخرين قد تكسب ودهم!! وقد تفقد هيبتك، مع محبتهم لك نتاج فعلك بسوء صنيعك.. فهل تمعنت يوماً في موقعك من الآخرين ومنزلتك في عيونهم؟.. أم أن ذلك لا يعنيك بشيء؟؟
كن على يقين بأنك متى ما أحببت الغير وتقربت منهم.. ببذل معروف أو حتى بشاشتك التي لا تكلفك الكثير تزرع كلمة طيبة أو اصلاحا أو حتى ابتسامة فإنك ستستحوذ على اهتمامهم وكسب ثقتهم التي تخولك إلى دخول قلوبهم وحينها لو ذهبت لطلب معونة فلسوف يلبى طلبك ولربما غنمت بأكثر من ذلك ولا تنسى أن في الأثر (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) حديث صحيح. وهذا جزء من حال السلف الصالح في تآلفهم وتآصل علاقتهم ببعضهم البعض.
فهل يدرك أولئك القابعون في زوايا الحياة المتخذون من أنانيتهم ملاذاً لجبروتهم.. في إشباع نهم أنفسهم العليلة. وهم بذلك يظنون أنهم أسياداً يجب ألا يجرؤ عليهم أحد!! وكأنما كذبوا كذبة وصدقوها.. نصبوا أشرعتهم وأحاطوها بمحاذير الغرور فوق أمواج الوحدة..
ألا ليت شعري (أيها النائمون على كثبان البؤس أفيقوا لئلا يفوتكم النهوض الذي كلما طال دونه سباتكم. أفل معه كل نجم جميل.. فمن يدرك؟
مواقع النشر (المفضلة)