[align=right]مسافة من الدموع
عندما أتيت .. حضنُتك بلهفة صحراء فاجأها
المطر بعد غياب طويل..ولكن..
لماذا بقيت صامتا مثل لغة ميتة..؟ لماذا وذاكرتي
دمرها صمتك القاتل..؟
ويوم أعلنت رحيلك.. أنتحبت مثل أرملة فقدت
آخر أولادها.. بعد أن كانت سيدة البيت
والزمن..
كنت قريباً مني على مرمى دمعة.. وأصبحت
بعيداً على مرمى عُمر ...
نعم كان قلبي مثل قلب غجرية عاشقة..ولكنني
انزويت داخل ضفاف نفسي .. أحمل ترمٌلي وحزني
ألذي انتصب أمامي كأشجار خرافية ...
حاولت .. حاولت كثيرا الخروج من شواطئك..
ولكنني وجدت نفسي أتُجه باتجاه مضائق لا أعرفها
وكنت أسير بخطوات جنرال متقاعد منذ عدة قرون..
كانت تصهل في أعماقي أجراس ماضٍ سحيق..
وأسمع أصوات طيور غامضة .. متجهة نحو أزمان لم
تأتِ بعد ...
وتحوُل ألزمن أمامي الى كتلة من الغبار داخل
نسيج عنكبوتي..
لم يعد بيني وبين العالم إلا مسافة من الدمع ..
وبدأ الليل يحتل المدينة بذخيرته الشاسعة من
العتمة ...
وأصبحت هائمة في كل الجهات .. كجندي تُرك
وحيداً في ساحة المعركة .. أو مثل غيمة محروقة ..
أُلقيت فجأة على الرصيف ... !
وتذكرت فرح الزمن الأول ..عندما تعانقنا كموجتين
من الماء ..وجلسنا على جناح غيمة زرقاء ...
تحوطنا النوارس وأعشاب البحر..
كانت الأشياء حولنا تلبس عذوبتها الأولى مثل نبع
صخري...
وكنت قد أعددت لك حقائبي المليئة بالأساور..
بعد ان ملأتها بالموج الأزرق بلون السماء ...
كم تمنيت ساعتها أن أرحل في فضاء الأحداق
التي لم تمطر غيومها بعد .. وأعلن العصيان المسلح..
ولكن ....
فجاة انتصب أمامي سؤال مثل عمود من الملح : مَنْ
وأينَ أنا ..؟!
وأحسست كأنني أقود قطارا يمضي بسرعة
مذهلة .. باتجاه مدينة غير موجودة على خارطة الكرة
الارضية ..
وتصاعدت أحلامي على شكل غيوم حَبلى بأمطارِ
عزَ عليها السقوط ..
وأعلنت أنني امرأة فقدت ذاكرتها .. وراحت تفتش
عنها بين عصور مضت .. منذ عصور .. !!
أخيرا .. وقفت على حافة الكون .. وحيدة ... وحيدة
حتى الموت ..
بقلمي ..... أتمنى ان تنال إعجابكم[/align]
مواقع النشر (المفضلة)