هذه الظاهرة تبعث في نفوسنا الحزن والكآبة حينما نقرأ بين حين وآخر في الجرائد والمجلات السعودية وغير السعودية وكثيراً ما نسمع أيضاً في الإذاعات والقنوات الفضائية عن ظاهرة عقوق الوالدين والتسلط عليهما بشتى أنواع الهجر والقسوة والاحتقار لهما والتأفف منهما وعدم احترامهما كليهما أو أحدهما وقد نسي هؤلاء العاقون أن الله سبحانه وتعالى فرض برهما وعدم المساس بهما بأي نوع من أنواع العقوق قال تعالى في محكم كتابه الكريم: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُف وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23)وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (24)}الإسراء 23-24، ومما جاء في السنة المطهرة الحديث الذي رواه الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ العمل أحب إلى اللّه؟ قال: ( الصلاة على وقتها. قلت: ثم أيَّ؟ قال: بر الوالدين. قلت: ثم أيَّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله). رواه البخاري ومسلم في صحيحهما فبر الوالدين والإحسان إليهما بعد عبادة الله مباشرة لبيان حقهما العظيم. وقد روى الإمام البخاري رحمه الله في الأدب المفرد عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم له والدان مسلمان يصبح إليهما محتسباً إلا فتح الله بابين من الجنة، وإن كان واحداً فواحداً وإن أغضب أحدهما لم يرض عنه حتى يرضى عنه قبل وإن ظلماه قال وإن ظلماه فبر الوالدين فريضة وواجب ملزم وعقوقهما محرم وذنب عظيم).
مواقع النشر (المفضلة)