السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع هذه القصة هو الصدق والنفاق ويمكن ان نستخلص منها عدة حكم وعبر اترك لكم المجال لتفسروها حسب الزاوية التي ترغبون الارتكان لها :
زاوية الحاكم1 الحاشية 2الرعية3الاطفال(كناية على اناس نزيهين الذين يقمعون)4
"كان في قديم الزمان حاكما جبارا يحيط به وزراء وصوليون ومنافقون.
ذات يوم اتى محتالان الى الملك وقالا له بانهما في استطاعتهما حياكة لباس طويل من قماش لا يراه الا الصادقون من حاشيته ورعيته وان المنافقين والكذابين لايروه.
فاغذق عليهم المال الوفير والاكل الشهي وخصص لهما جناحا من قصره واعد لهما العدة التي طلباها وامرهما بالاسراع بنسج الثوب السحري هذا .
استطاب المحتالان اللقمة الهنية والمقام العذب , فاستبطأهما الحاكم وامر وزيره العتي بتفقد احوالهما .
لكن لما فطن المحتالان بقدوم الوزير بدآ يمثلان ويتظاهران على انهما ينسجان ثوبا خفيا بواسطة خيوط لا ترى.
سالهما الوزير : ماذا تصنعان يا خبثاء ؟انكما استحليتما المقام بدون عمل ؟ .
المحتالان : كلا ياسيدي بل نحيك الثوب العجيب الذي لا يراه الا الصادقون من رعية مولانا ,الا تراه انت ؟.
الوزير ( وقد انطلت عليه الحيلة وظن بانه لا يرى الثوب لانه وصولي ومخادع ): اجل ,اجل اني ارى الثوب انه حقا ثوب جميل استمرا في عملكما .
وذهب للحاكم واخبره كذبا بانه راى الصانعين مجدان في عملهما وان الثوب على وشك الانجاز وانه جميل جدا.
وكان كلما امر الحاكم احدا من حاشيته بتفقد الصانعين كانت تنطلي عليه حيلتهما ويخاف من انكشاف امر خيانته وكذبه فيخبر الحاكم كذبا برؤية الثوب العجيب .والحال ان المحتالين لا ينسجان شيئا بل يتظاهران بذلك.
واخيرا ولما احسا بغضب الحاكم على تاخرهما في صناعة الثوب ذهبا اليه وقالا له بان ينزع ملابسه ويرتدي الثوب العجيب الذي لا يراه الا الصادقون الوفيون الافاضل .
ورغم ان الحاكم لم ير ثوبا, الا انه هو الاخر خشي الافصاح عن ذلك وافتضاح امره بانه كاذب , فلم يتردد لحظة في نزع ملابسه وارتداء الثوب العجيب الذي قدمه له المحتالان بان قاما بتمثيلية امامه وكانهما يبسطان الثوب ويلبسانه له ويطرئان على جماليته .فبدا الحاكم عاريا تماما لكن حاشيته بادرت الى الاطراء عليه وعلى اناقة الثوب الذي ناسبته تماما رغم انهم لايرون شيئا.كيف لا وكل واحد من الحاشية خائف على الافصاح عن الحقيقة حتى لا يكشف امره بانه كاذب ومنافق وتضيع مصالحه.وذاع صيت الثوب العجيب الذي لا يراه سوى الافاضل ويعجز عن رؤيته الكاذبون بين الرعية.
فقرر الملك الخروج الى الشارع العام والتباهي بثوبه السحري(وهو عار من كل لباس) لمعرفة مدى مصداقية الرعية له . فاذا بالاصوات والهتافات ترتفع من هنا وهناك بانه ثوب جميل وبديع وانيق ولائق به.
لكن بدأ الاطفال يتضاحكون ويهمسون بان الملك عار تماما من اي لباس .وامام عجز الاهل عن كبت اصوات صغارهم وتكميم افواههم, اصبحوا يصيحون في وجه الملك اننا ياسيدنا نرى ثوبك العجيب لكن صغارنا لايروه بل يرون انك عار تماما كما ولدتك امك,اعذرهم سيدنا .
منقول من التراث الغربي
اتمنى ان تذكروا العبر التي استخلصتموها من القصة
مع التحية
الطموح
مواقع النشر (المفضلة)