يجهز بكاميرا ولاقطات لعقد المؤتمرات على الشاشة ويستخدم كهاتف يعمل بنظام «سكايب»



تصف جيسيكا منتز تجربتها مع جهاز كومبيوتر «فلب ستارت» FlipStart الصغير الذي هو بحجم قاموس الجيب، فتقول انها كانت تقلب القنوات التلفزيونية في احدى الأمسيات عندما استرعت اهتمامها مقابلة في البرنامج الشهير Error! Hyperlink reference not valid. وكانت ترغب في الكتابة عن ضيف المقابلة، إلا انها لم تتذكر اسمه. وبدلا من الاسراع الى الغرفة المجاورة وتشغيل الكومبيوتر والقيام بعملية بحث في الانترنت، هرعت الى «فلب ستارت» لتفتح غطاءه الذي يشبه غطاء الصدفة، لكن الحياة لم تسر في عروق هذا الجهاز الذي يبلغ وزنه 1.75 رطل. ثم قامت بكبس عدد من الأزرار، ولكن من دون أي نتيجة، وتوجب عليها بالتالي استبدال البطارية واعادة تشغيل الجهاز من الصفر.
وخلافا الى الهاتفين الذكيين «بلاك بيري» و«تريو سمارت» فقد صنع الجهاز هذا مختبرات «فلب ستارت» الشريك المؤسس لشركة «مايكروسوفت كورب» بول ألن، وهو يشغل النسخة ذاتها من ويندوز تماما مثل الكومبيوترات الكبيرة المكتملة الحجم. وبالرغم من أنه يملك معالجا بطيئا بعض الشيء مقارنة بالكومبيوترات الكبيرة الحجم، لكن ذاكرته تبلغ نحو 512 ميغابايت، وسعة قرصه الصلب 30 غيغابايت. لكن سعره البالغ 1999 دولارا هو ثقيل نوعا ما على الجيب! ونقلت وكالة «اسيوشييتد بريس» تجربة الصحافية جيسيكا منتز مع هذا الجهاز. الجهاز مصمم بشاشة مقاس 5.6 بوصة، براقة وواضحة. ويمكن استخدام عصا القيادة joystick الصغيرة ذات الرأس المطاطي (وتأتي ايضا برقعة تعمل باللمس) لتحريك المؤشر نحو ايقونة تصفح الشبكة. وتقول منتز إن الأمر استغرق منها نحو دقيقة، لكي تدرك ان ازرار الماوس هي قرب إبهامها الأيسر. «وكانت الصعوبة أكثر مما توقعت لتحريك المؤشر والمناورة به، بحيث اتمكن من طباعة عنوان الموقع، غير انني استمررت في تخطي الشريط الخاص بالتصفح والإبحار في الشبكة، وكان علي اعادة المحاولة مرات». ويبدو ان جهاز «فلب ستارت» قد حصر ذاته بين الهاتف الذكي وجهاز اللابتوب. ولوحة مفاتيحه أكبر من جهاز «تريو»، لكنها تظل صغيرة للطباعة بأسلوب اللمس. وهو يبدو بالمقارنة مع الهاتف الذكي وكأنه قطعة من الآجر (بلاطة). وهو خلافا الى اجهزة «بي سي» الشخصية الجوالة جدا مثل O2 من OQO ، او سلسلة VAIOUX من «سوني»، فان جهاز «فلب ستارت» غير مزود بقلم الكتروني وشاشة تعمل باللمس، اللذين يمكنهما تسريع بعض العمليات، مثل النقر على وصلات الشبكة.

وتعني مزايا جهاز لابتوب «فلب ستارت» وقدرته على الاتصال بالشبكة عبر نظام «واي-فاي»، بدلا من الشبكة الخليوية، ان بمقدور مستخدميه القيام بالعديد من عمليات جهاز «بي سي» الشخصي، ابتداء من تخزين الصور العالية التحديد والوضوح الى سماع الموسيقى من برنامج Error! Hyperlink reference not valid ومشاهدة الأفلام السينمائية المرسلة عبر الشبكة والعمل على صفحات «سبريد شيت» عن طريق استخدام برنامج «مايكروسوفت».

وعلى الرغم من انه ليس بهاتف جوال، لكنه مجهز بفتحة «يو إس بي» لوصلة بسماعة اذن واستخدامه كهاتف يعمل بنظام «سكايب»، وهو مجهز ايضا بكاميرا موجهة الى الداخل مع ميكروفونات مركبة فيه لأغراض مؤتمرات الفيديو، كما يأتي ايضا بمحطة لوضعه وتركيبه عليها (محطة ارساء) لوصله بشاشة وماوس ولوحة مفاتيح لأغراض استخدامه كجهاز مكتبي.

المشكلة مع الجهاز هي انه حين وضعه في سبات لعدة ساعات، فقد تجده ميتا حينما ترغب في تشغيله مجددا. وهذه مشكلة تبتلي بها أغلبية الكومبيوترات «بي سي» الشخصية الجوالة جدا. وتقول مختبرات «فلب ستارت» ان من المفترض ان تعمل البطارية لفترة ثلاث الى ست ساعات قبل اعادة شحنها. وفي جلسة اخرى مع الجهاز حاولت جيسيكا استخدام تطبيق التراسل الفوري. وبعد تبادل القليل من المزاح والنكات وجدت نفسها محبطة بسبب ثقل عملية الطباعة، بحيث انتهت الى تأجيل الدردشة حتى تعود بلوحة مفاتيح ثانية كاملة الحجم. وكانت مختبرات «فلب ستارت» قد أضافت بعض أزرار لوحة المفاتيح لجعل استخدام الجهاز أكثر سهولة، ومثال على ذلك هناك مزية للتقريب والتكبير (زوم) التي من شأنها تكبير النافذة التي يعمل عليها المستخدم تسهل قراءة الرسائل الالكترونية الطويلة من دون التدقيق بالنظر عن كثب ودلك العيون لفهم الكلمات والحروف. وهناك تسهيلات اخرى ايضا التي تجعل من الذين يستخدمون ابهامهم بصعوبة لطباعة Control-Alt-Delete يتفادون احتمال سقوط الجهاز من ايديهم لدى اطفائه.

واضافت الشركة المنتجة ايضا لائحة بالمهمات والوظائف (مانيو) التي تستخدم بكثرة كالكشف على البريد الالكتروني واطلاق متصفح الشبكة التي يمكن الابحار فيها عن طريق عجلة كبيرة وشاشة صغيرة في الأعلى، بحيث انه عندما يكون جهاز «فلب ستارت» مغلقا يمكنك النظر الى البريد الالكتروني الوارد، او الى ارتباطاتك ومواعيدك المقبلة المسجلة على تقويم الأيام والتواريخ، شرط استخدام برنامج «مايكروسوفت اوتلوك».

وتقول جيسيكا انها علمت بعد التحدث الى بعض مستخدمي الجهاز من المحترفين، ان بمقدورها اراحة العينين عن طريق تكبير الحروف وتغيير درجة وضوح الشاشة وتحديدها، كذاك ابلغها آخرون انهم لا يستخدمون أبدا اجهزة الـ«بي سي» الشخصية الجوالة جدا من دون لوحة مفاتيح نقالة يمكن طيها تعمل بنظام «بلوتوث»، وكذلك والمعدات الطرفية الأخرى (شرعت «فلب ستارت» تدعم تطبيق «بلوتوث»). واخيرا تعترف بصعوبة التعامل مع الجهاز وتقول : «لقد شئت ان اكتب هذه المراجعة على جهاز فلب ستارت ذاته، وهذا ما فعلته. ولكن بعد كتابة جمل قليلة، زحفت الآلام الى الرسغين، والى الابهامين اللذين اصبحا ثقيلين، وكانت عيناي تدمعان وكتفاي. ولدى طرح هذا الجهاز العالي السعر الى السوق ( في الأسبوع الأخير من شهر مارس الماضي)، فأنا على يقين انني لن أكون المستهلك العادي الوحيد الذي يشكو من بعض العلل»!