يعيش قرابة 35 ألف مسلم في تناغم تام مع الديانات الأخرى في كوريا الجنوبية ويتركز معظمهم في العاصمة سيؤول حيث توفر الحكومة للمسلمين مناخا مناسبا وحرية كاملة لأداء عباداتهم في أجواء إيمانية دون أي ضغوط، فيما تشهد المساجد إقبالا من قبل المصلين على المحاضرات الدينية التي يقدمها دعاة اتحاد المسلمين الكوريين بشكل يومي.
وقال عبدالرحمن لي أمين عام اتحاد المسلمين الكوريين وإمام المسجد المركزي الكوري: إن الحكومة الكورية توفر مناخا مناسبا للمسلمين لأداء شعائرهم الدينية حيث ساهمت في بناء المسجد المركزي وسط سيؤول والذي يعتبر المقر الرئيسي لاتحاد المسلمين ومركزا لتدريس القرآن والحديث الشريف، مشيراً الى أنه يوجد في كوريا 10 مساجد و40 مصلى.
وأضاف خلال لقائه بصحافيين من الشرق الأوسط زاروا سيؤول بدعوة من عمدتها أو سي هوون: إن هناك إقبالا من الكوريين على الاطلاع على الدين الإسلامي حيث يعتنق الإسلام سنويا قرابة 120 شخصا.
وتابع: إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول وما تلاها من حرب في العراق وأفغانستان زادت من عدد الأشخاص الذين يرغبون في التعرف الى الدين الإسلامي وتلقي محاضرات من قبل الدعاة والأئمة ما زاد نسبة عدد المعتنقين للدين.
وأكد أن الإعلام الأجنبي ينشر أفكاراً خاطئة عن الإسلام الأمر الذي يؤدي الى تكوين صورة سلبية عنه عند غير المسلمين، مشيرا إلى أن اتحاد المسلمين ينظم محاضرات وندوات للتوعية بالدين الإسلامي، منوها في الوقت ذاته بأن التاريخ الإسلامي في كوريا لا يتجاوز الخمسين عاما ومع ذلك هناك مساعدات تقدم للجالية من قبل السعودية والكويت وقطر وبعض الدول العربية.
اتحاد المسلمين
وأوضح أن الاندونيسيين يشكلون النسبة الكبرى من الجالية المسلمة في كوريا يليهم البنغلادشيون والباكستانيون والأتراك ومن ثم العرب من المغرب والجزائر وليبيا ومصر، لافتا إلى أن علماء دين يأتون في شهر رمضان المبارك من السعودية وليبيا ومصر لإلقاء محاضرات عن الإسلام.
وأكد وجود خمس جامعات تدرس اللغة العربية بالإضافة إلى اتحاد المسلمين الذي يقدم محاضرات باللغة العربية تسهم في التعرف إلى الديانة الإسلامية.
وحول اتحاد المسلمين، أوضح انه تم تشكيله في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام 1964 حيث يتم انتخاب أعضائه السبعة بالإضافة إلى مشرفين خلال اجتماع خاص، ويعمل الاتحاد على إصدار كتب حول الإسلام وتنظيم محاضرات دينية وإقامة ندوات علمية.
ويتولى اتحاد المسلمين تنفيذ القرارات التي تتخذها “المؤسسة الإسلامية” الإسلامية في كوريا وهي مؤسسة قانونية تم إنشاؤها بموافقة الحكومة حيث تتولى مهمة اتخاذ القرارات فيما يتعلق بالشوؤن الإسلامية.
مدرسة الأمير سلطان
ومن المراكز المهمة التي تعنى بنشر الديانة الإسلامية وتعليم اللغة العربية مدرسة الأمير سلطان الإسلامية التي شيدها الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي عهد السعودية والتي تقع بجانب المسجد المركزي الكوري وتعتبر مكان الأطفال الوحيد في كوريا لتدريس الثقافة الإسلامية إلى جانب جميع المواد الأساسية الخاصة بالأطفال، ويقوم بالتدريس فيها مدرسون حائزون على رخصة التعليم.
وفي هذه المدرسة يبلغ عدد الأطفال في الفصل الواحد من سن 3-4 سنوات 12 تلميذاً بينما يبلغ عددهم ما بين 5-6 سنوات 14 تلميذاً.
وحول بعثات الحج إلى بيت الله الحرام، أكد أمين عام اتحاد المسلمين أن عدد الحجاج يصل إلى 50 سنويا، مشيرا إلى أن السبب في العدد القليل يعود إلى أن أداء مناسك الحج مكلف للشخص الكوري حيث تصل التكلفة إلى 5 آلاف دولار أمريكي، منوها في الوقت ذاته بأن الحجاج يحصلون في بعض السنوات على دعم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لأداء مناسك الحج.
والجدير ذكره، أن بناء المسجد المركزي في كوريا جاء بعدما تبرعت الحكومة برعاية الرئيس بارك جونغ بحوالي خمسة آلاف متر مربع إلى إدارة المسجد لإنشائه في منطقة هانام دونغ يونغ سان كو في العاصمة سيؤول عام ،1969 وقد قدمت بعض الدول الإسلامية ومنها المملكة العربية السعودية دعماً مالياً لإنشاء المسجد، حيث بدأت عملية البناء في شهر أكتوبر من العام 1974 وتم افتتاحه رسميا في العام 1976.
مواقع النشر (المفضلة)