--------------------------------------------------------------------------------
رجال الفجر
الفجر هو رمز ولادة كل خير، و هو رمز النصر، و هو رمز الحياة و هو عنوان الشباب، و علامة الحركة، كما هو دليل الحق و العدالة. و وقت الفجر من أهدأ الأوقات، ففيه لحظات الصفاء، و فيه توزيع الأرزاق. و صلاة الفجر دليل على قوة الإيمان و البراءة من النفاق، لمشقة هذا الوقت على النفس، لذلك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي أخرجه البخاري و مسلم (( إن أفضل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء، و صلاة الفجر، و لو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ... الحديث))
ريح الصبا
يقول الدكتور عبدالحميد دياب ( أما الفوائد الصحية التي يجنيها الإنسان بيقظة الفجر فهي كثيرة منها: تكون أعلى نسبة لغاز الأوزون في الجو عند الفجر، و تقل تدريجيا حتى تضمحل عند طلوع الشمس، و لهذا الغاز تأثير مفيد للجهاز العصبي، و منشط للعمل الفكري و العضلي، بحيث يجعل الإنسان عندما يستنشق نسيم الفجر الجميل المسمى بريح الصبا، لذة و نشوة لا شبيه لها في أي ساعة من ساعات النهار و الليل)
ركعتا الفجر
و ركعتا الفجر هما السنة القبلية التي تسبق صلاة الفجر، و هي من أحب الأمور إلى النبي صلى الله عليه و سلم إذ يقول (( ركعتا الفجر خير من الدنيا و ما فيها))و رواية لمسلم (( لهما أحب إلي من الدنيا جميعا)) فإذا كانت الدينا بأسرها و بما فيها لا تحتوي في عين النبي صلى الله عليه و سلم شيئا أمام ركعتي الفجر فماذا يكون فضل صلاة الفجر بذاتها؟
لن يلج النار
و قد ذكر النبي صلى الله عليه و سلم أن من حافظ عليها و على العصر دخل الجنة و أبعد عن النار فقد روى البخاري و مسلم قوله صلى الله عليه و سلم (( من صلى البردين دخل الجنة)) و قال صلى الله عليه و سلم (( لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الفجر و قبل غروبها))
و البردان هما صلاة الفجر و العصر، يقول الإمام المناوي ( و خصهما لزيادة شرفهما أو لأنهما مشهودتان تشهدهما ملائكة الليل و النهار أو لكونهما ثقيلتين شاقين على النفوس لكونهما وقت التشاغل و التثاقل و من راعاهما راعى غيرهما بالاولى، و من حافظ عليهما فهو على غيرهما أشد محافظة، و ما عسى يقع منه من تفريط فبالأحرى أن يقع مكفرا فيغفر له و يدخل الجنة )
قرآن الفجر
يقول تعالى (( و قرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ))
و قرآن الفجر هو صلاة الفجر التي تشهدها الملائكة و قد فصل الله ذلك النبي صلى الله عليه و سلم إذ قال ( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الصبح وفي صلاة العصر، فيعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم – وهو أعلم بكم – كيف تركتم عبادي؟ فيقولون أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون )
فما أسعد أولئك الرجال الذين جاهدوا أنفسهم، و زهدوا بلذة الفراش و دفئه، و قاوموا كل دوافع الجذب التي تجذهم إلى الفراش، ليحصلوا على صك البراءة من النفاس، و ليكونوا أهلا لبشارة النبي صلى الله عليه و سلم بدخول الجنة، و لينالوا شرف شهود الملائكة و سؤال الرب عنهم.
و لعظمة الفجر أقسم اله فيه إذ قال (( و الفجر، و ليال عشر))
الفجر هو الميزان
و كان الصحابة رضي الله عنهم يجعلون حضور صلاة الفجر هو الميزان الذي يوزنون به الرجال، فمن حضرها و ثقوه و من عاب عنها أساءوا به الظن فهذا ابن عمر رضي الله عنهما يقول : ( كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا به الظن)
فهل تحرك هذه الكلمات فينا شيئا؟ و تجعلنا ننافس الآخرين باستنشاق ريح الصبا و نكون من الأوائل الذي سيذكرون في قوائم المتعاقبين من الملائكة أمام الرب عز وجل، و نكون من أهل الفجر ... و يكون شبابنا هم رجال الفجر؟؟
من كتاب واحة الإيمان - عبدالحميد البلالي ..بتصرف يسير
مواقع النشر (المفضلة)