إن قدر الإنسان في ظل الاسلام رفيع، ذلك انه يحمل بين جنبيه نفحة 'من روح الله وقبسا من نوره الاقدس'.
'اذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين' (ص)، ولقد ظهرت أسس التكريم الحقيقي للانسان من خلال احترام حقوقه المشروعة.
ولسنا نعرف ملة في الشرق أو الغرب أقرت هذه الحقوق من الناحية النظرية وطبقتها من الناحية العملية سوى هذه الشريعة الربانية التي جاء بها نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ففي ظل هذه الشريعة حياة الانسان مقدسة لا يجوز لاحد ان يعتدي عليها قال تعالى 'من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا' (المائدة)
ولا تسلب هذه القدسية إلا بسلطان الشريعة كما ورد في الحديث الشريف 'لا يحل دم امرئ مسلم إلا باحدى ثلاث الشيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة' رواه البخاري.
ومن هنا فان كيان الانسان المادي والمعنوي له سور منيع تحميه الشريعة في حياته وبعد مماته بل من حقه الترفق والتكريم في التعامل مع جثمانه كما ورد في الحديث الشريف 'إذا كفن احدكم اخاه فليحسن كفنه' رواه مسلم، ويجب ستر سوءاته وعيوبه الشخصية 'لا تسبوا الأموات فإنهم أفضوا إلى ما قدموا' رواه البخاري.
كما لا يجوز لشعب ان يعتدي على شعب آخر وللشعب المعتدى عليه ان يرد العدوان 'ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل'، ومن حق المسلم ان ينصر أخاه، وان ترك واجب النصرة جعل حثالة البشر يطمعون فينا حتى صار دم المسلم ارخص الدماء في العالم وصارت بلاد المسلمين مسرحا لجيوش الاعداء.
لقد كانت المرأة تصرخ 'وامعتصماه' فتهب جيوش المسلمين لنجدتها في الذي حدث؟
رب وامعتصماه انطلقت
ملء افواه الصبايا اليتم
صادفت اسماعهم لكنها
لم تصادف نخوة المعتصم
لا يلام الذئب في عدوانه
ان يك الذئب عدو الغنم
ان المسلمين عبر القرون اصحاب تاريخ نظيف وسجل ناصع في احترام حق الحياة حتى لاعدائهم المخالفين لهم في الدين اذا التزموا السلام 'وان ضحوا للسلم فاجنح لها' فلم يتورط المسلمون قط في حرب ابادة لشعب من الشعوب او تطهير عرقي لأمة من الأمم على النحو الذي فعله الصليبيون عندما دخلوا بلاد المسلمين بل ويفعله اعداء الاسلام كل يوم.
ان إلصاق التهم بنبي الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم ووصفه بالدموي وبانه ما جاء إلا بما هو شر وغير أخلاقي، إنما ينم عن جهل بهذا النبي صلى الله عليه وسلم وجهل بهذه الشريعة الغراء.. وما عسانا ان نقوله انه حقد دفين ومخططات للنيل من رمز الاسلام واهانة المسلمين.
فماذا ينتظر المسلمون بعد ذلك؟ بل ماذا يتحينون من الفرص؟
انها قلوب الذئاب تكمن في معاطف الانسانية، ولا انسانية لمن يطعن في دين معلم الانسانية محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولا كرامة لمن يدنس كرامة دين الاسلام.. وصدق الله العظيم اذ يقول 'ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم'.
مواقع النشر (المفضلة)