بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلنا نعرف أن الإنسان أضعف مخلوقات الله سبحانه وتعالى ،،
فالنمرود سلط الله عليه باعوضة فقتلته ،،
وكانت الباعوضة بأمر ربها أقوى منه ،،
وكل خلقٍ خلقه الله عز وجل ،، جعل له وسائل دفاعية عدة ،، فمن بين مخالب الأسد وشكله المرعب للحيوانات والبشر ،، وبين النملة التي تلسع لسعةً يفز منها الإنسان صارخاً ،، نجد حيوانات وحشرات وطيور وأشكال للخلق كلها لها وسائل دفاعية ،،
ماعدا الإنسان ،،
اصطفاه الله جلّ وعلا بالعقل ،، ليستطيع بهذا العقل أن يوجد لنفسه وسائل دفاعية ،، وأيضاً طبيعته البشرية التي بها يمشي على رجليه ويبطش بيديه ،،
حين أنزل الله سبحانه وتعالى آدم إلى الأرض رآه الصقر ،، فذهب يخبر الحوت في البحر وقال : أنزل الله اليوم مخلوقاً يمشي على رجليه ويبطش بيديه ،،
فقال الحوت : لإن صدقت فيما تقول ليصلنّك في السماء ،، ويصلني في البحر ،،
فسبحان من وهب الإنسان هذا العقل وهذه القدرة وهذه النعم ،،
فكان العقل للإنسان وسيلة ليست للدفاع فقط بل وسيلة للعيش بشكل عام وكسب قوته ،،
ووظيفته العظمى (( في نظري الشخصي )) ،، هي التفكّر ،،
فاستبدلها الإنسان ،، بالتدمير والتخريب ،، إما بالقتل والتدمير المباشر ،، كصناعة الأسلحة والقنابل وغير ذلك ،، او الغير مباشر ،، كقتل النفس بالشهوات واللهو والعبث ،، وهذه كلها وسائل شيطانية ،،
اليوم ونحن في بداية النصف الأخير من الشهر الكريم ،،
وجب علينا ان نعرف ونتفكر كيف نحيي هذه النفس بدل قتلها ،،
وكيف نتخذ سبل دفاعية ،، لندافع بها عن أنفسنا من اساليب الشيطان ،،
وان نعود إلى وظيفة العقل الأساسية وهي التفكّر في خلق الله وقدرته سبحانه على ذلك الخلق ،، وفي عظمته جلّ وعلا ،،
وأن نجعل هذا التفكّر يقربنا إلى الله أكثر وأكثر،،
ربما طغت الروحانية على موضوعي هذا ،، وذلك بسبب روحانية هذا الشهر الكريم على نفوسنا جميعاً ،، فمدة هذا الشهر هي 30 يوماً ،، فأجلت بعض الأفكار لباقي الأشهر ،،
فهناك احدى عشر شهراً ،، ولكن ليس هناك إلاّ رمضان واحد ،،
دمتم في حفظ الله
مواقع النشر (المفضلة)