ان اختيار الوقت المناسب لانجاب طفل جديد هو أمر شخصي للغاية. هناك مزايا وعيوب لانجاب الأطفال على فترات متقاربة أو متباعدة، واذا سألت مجموعة من الآباء والأمهات عن رأيهم في هذا الموضوع، فغالبا ستجدينهم منقسمين الى نصفين متساويين تقريبا، رأي يؤيد التقارب في السن بين الطفلين والرأي الآخر يفضل ترك فترة طويلة بين الطفل وأخيه. لكن الحقيقة أنه لا توجد قاعدة ثابتة تضمن السعادة لكل الناس، فالمناسب لأسرة معينة ليس بالضرورة أن يكون مناسبا لأسرة أخرى. اليك بعض العوامل التي يجب أن توضع في الاعتبار عند اتخاذ قرار انجاب طفل آخر:
صحة الأم وسنها.
هل تعمل الأم وما ظروف عملها.
الحالة الاقتصادية للأسرة ومدى استقرارها.
التأثير النفسي للطفل الثاني على الطفل الأول.
الاستعداد النفسي لكل أفراد الأسرة تجاه هذا الموضوع.
اتفاق الزوجين على انجاب الطفل الثاني.
يجب أن تكون رغبتك في انجاب طفل آخر راجعة لأسباب تخصك أنت وأسرتك، أي ليس بسبب الضغوط الاجتماعية أو ضغوط الأهل.
ان انجاب طفلين مفيد للزوجين العاملين، فالطفل الثاني أيا كان الفارق في السن بينه وبين أخيه الأكبر يمنحه الصحبة التي يحتاج اليها. حتى لو كان الفارق في السن بين الأخوين خمس أو ست سنوات، سيلعبان سويا، وفي بعض الأحيان سيقوم الأخ - أو الأخت - الأكبر بدور البديل للأب - أو الأم. ان شعور الطفل الأول بأنه الطفل الأكبر يجعله أقل اعتمادا على الغير وأكثر نضجا بشكل صحي. الميزة الواضحة لفرق السن الكبير بين الأخوين في هذه الحالة هي أن الطفل الأول يكون بالفعل قد بدأ الاعتماد على نفسه.
على الجانب الآخر تفضل كثير من الأمهات أن يكون الفارق في السن بين الأخوين قليلا، حيث ترين أن ميزة ذلك هو أن الأخوين يكبران معا وبالتالي يبقيان متقاربين طوال حياتهما، كما أن احتمال أن تكون لهما الاهتمامات نفسها يكون أكبر مما يجعل من الأسهل عليك تسليتهما لأن وسيلة التسلية غالبا ستكون واحدة. أيضا هذا الوضع يجعلك تنتهين مرة واحدة من مرحلة الطفولة وما تتطلبه من أعباء وتنتقلين بعد ذلك إلى حياة أكثر استقرارا تمنحك فرصة الاستمتاع بأسرتك الصغيرة.
ومن مزايا الفارق الصغير في السن بين الأخوة أيضا هو امكان استخدام الأم لبعض مستلزمات طفلها الأول مثل عربة الطفل، والسرير. أيضا لن يكون طفلك الأول قد كبر إلى الدرجة التي تجعله يشعر بغيرة من أخيه الأصغر بالاضافة الى أنك ستكونين أكثر خبرة واستعدادا معنويا وعمليا لأنك لم تنفصلي بعد عن تلك المرحلة ومتطلباتها.
لكن هناك عيوب للفارق الصغير بين الأخوة. على سبيل المثال كلما قل الفارق بين الأخوة تطلب منك ذلك جهدا بدنيا أكبر وأصبح مرهقا لك. الأمور البسيطة مثل خروجات الأسرة، السفر، والاستمتاع بليال هادئة تكون أمنيات بعيدة المنال. وفي مستقبل ليس بالبعيد ستحتاجين لضعف مصروفات التعليم خلال فترة قصيرة. سيفتقد أيضا كل طفل من طفليك اهتمامك الفردي به. قد تحاولين اعطاءهما اهتماما متساويا، لكن في كثير من الأحيان قد لا تستطيعين تحقيق ذلك.
سواء أردت انجاب الطفلين في فترة متقاربة أو فضلت ترك مدة طويلة بينهما فالأمر يرجع لك. فبمجرد أن تنجبي طفلك الثاني ستنسين كيف كانت الحياة مع طفل واحد وستحبينهما معا من دون أي شروط!
نصائح مفيدة
ابدئي عمل التغييرات المطلوبة في روتين طفلك الأول قبل استقبال المولود الجديد بوقت كاف.
اشركي طفلك في المناقشات الخاصة بالمولود المنتظر حتى يشعر بالارتباط به قبل قدومه.
احرصي على قضاء بعض الوقت مع طفلك الأكبر بمفردكما كل يوم بعد استقبال مولودك الجديد.
مواقع النشر (المفضلة)