تربية الأبناء: أشغال شاقة مؤبدة تتطلب كل طاقة الأم التي تبذل خلال سنوات طويلة مجهودا جبارا. فاذا نظرنا الى كل ذلك في اطار الحياة اليومية المليئة بالضغوط والتوترات اليومية، فان ذلك كله لن يدعونا الى اي ابتسامة امل.
لكن مهلا انهم اطفالنا، اكبادنا التي تمشي على الارض نتأثر بهم ونحبهم بشدة، على رغم انهم كثيرا ما يكونون سببا في احباطنا واصابتنا بخيبة الامل.. لكننا حين نغضب ونصرخ في وجوههم، بل حين نحطم بعض الاشياء او حتى نغر بهم، تكون الاسباب في الغالب نابعة من شخصياتنا وماضينا نحن الاباء.
اليك بعض الحلول التي ستساعدك على التعامل مع طفلك بهدوء وحكمة.
* توصلي الى حل وسط
حين تدور المعارك بين الأم وابنتها حول طريقة ارتداء وانتقاء الملابس (فالبنت لا تحب ما تختاره الام لها) وبعد تكرار نوبات الغضب من دون فائدة، فلتكتفي الام باصرار على نظافة ملابس ابنتها فهذا هو المهم.
اما اذا كان الخلاف يدور حول عدم الالتزام بمواعيد النوم، فيجب على الام ان تدرك انها لن تستطيع اجبار ابنتها على النوم، لذا فلتكتفي بوضع الطفلة في سريرها في موعد محدد حتى لو ظلت مستيقظة (وهذا ما تحتاج اليه الطفلة) فهذا موعد راحة الأم.
* تحلي بالصدق معهم
تحدثي مع اطفالك عن مدى توترك في اللحظة التي تتحدثين فيها معهم، والى اي مدى انت قريبة من مرحلة الانفجار حتى يدركوا ان الوقت غير مناسب لتلبية رغباتهم كي لا يضايقوك باصرارهم. فعندما تصفين للطفل مدى التوتر الذي تشعرين به، سيفهم اذا انفجرت في نهاية المطاف انه مجرد جزء من اسباب انفجارك.
* انفصلي عنهم فكريا
اجعلي الخروج من الغرفة والانتظار اسرع القرارات التي تتخذينها قبل ان تبلغي حافة الخطر. يمكنك مثلا ان تعدي حتى 30 او عمل اي شيء اخر يمكنك من ضبط نفسك امام الطفل الصغير، لانه من الافضل ان تبتعدي قبل ان تتلفظي بأي كلمة قد تندمين عليها.
اذهبي الى غرفتك ونفسي عن غضبك بكل ما لا تستطيعين التفوه به امام الاطفال. اما اذا كان الاولاد كبارا بحيث يمكنك تركهم بمفردهم او كان هناك من يمكنك ترك امر رعايتهم له، فغادري المنزل وتمشي قليلا وستعودين وانت في غاية الهدوء.
* تصرفي حسب الظروف
بعض الاوقات تكون صعبة على نفسية الطفل، كأن يضطر الاب إلى العمل اكثر من دوام، فلا يستطيع رؤيته والاستئناس بوجوده او عندما تحدث حالة وفاة في العائلة، او اي ظروف اخرى مشابهة.. عليك حينها اسقاط القواعد المتعارف عليها حتى تمر هذه الظروف (مواعيد النوم، فترات مشاهدة التلفزيون، الواجبات المطلوبة منهم في المنزل).
* اختاري أطعمة مناسبة
وجبة من الفاكهة والروب في فترة بعد الظهر ستجدد مستوى النشاط لديك انت والاطفال، لان هبوط مستوى السكر في الجسم يتوافق مع الهبوط المخجل في المرونة لدى الانسان. فحينما تشعرين بأنك تحولت فجأة الى وحش يرغب في الصراخ وادخال الرعب إلى قلوب الاطفال، اعلمي ان الوقت حان للجلوس قليلا وتناول بعض الفواكه.
* اعتذري منهم
حتى تتخلصي من الشعور الذي سينتابك بعد ان تنتهي ثورة غضبك في وجه الاولاد، لا يوجد سوى طريقة واحدة: اعتذري لهم حتى تتخلصي من تأنيب الضمير على ما سببته لهم من خوف وضيق. قولي لهم ببساطة 'آسفة لانني تصرفت بهذه الطريقة'.
* غيري وضع جسدك
اذا كنت واقفة اجلسي واقرئي جريدة او استمعي الى الراديو فلهذه الطريقة قدرة جزئية على تهدئتك وشحن قدراتك على تخطي المشاكل، ولن يستغرق الامر منك سوى ربع ساعة من الاسترخاء ثم يعود كل شيء الى طبيعته مرة اخرى.
* اعترفي بالخطأ
من المهم ان يعترف الاباء اذا ما ارتكبوا خطأ ما ثم يصححون هذا الخطأ. وبهذه الطريقة يتضح للابناء انه لا يوجد انسان كامل. وسيتعلمون ايضا اننا نحتاج إلى مساندتهم لنا. فقولي لطفلك مثلا 'اسفة لانني صرخت ولكنك لم تجمع العابك بعد ان انتهيت منها.. كيف اجعلك تنظم اشياءك قبل ان تنام؟' قد يفهم الطفل فوق التاسعة انك تكظمين غضبك فيساعدك على تجنب المواقف التي يسببها لك.
* تعرفي على ما يسبب الغضب
تمر علينا جميعا أوقات لا نتحمل فهيا اقل قدر من الفوضى. مثلا قبل خروج الابناء صباحا تحدث فوضى عارمة، هذا يبكي وهذا يلبس ملابس غير مناسبة - متسخة او ممزقة - وهذا لا يعرف مكان حذائه.. افسحي مزيدا من الوقت لتنظيم هذه العملية، وابدئي بتجهيزهم للخروج في وقت مبكر، او حتى ترتيب ملابسهم من الليلة السابقة.. جربي البخور في تلك الساعات العصيبة فللروائح العطرية قدرة على تهدئة الاعصاب الثائرة.
* استسلمي
اذا كنت تعلمين ان موقفا ما سيقودك نحو الغضب، حتى لو جربت كل المحاولات السابقة لمقاومته، اتركي الموقف كله لشخص آخر كي يتصرف فيه. فلا تخرجي مع الاولاد مثلا الى النادي وانت متوترة، لان ذلك سيقودك الى ثورة جديدة من الغضب، فدعي الامر لزوجك - او اختك - كي يتولى المسؤولية.
مواقع النشر (المفضلة)