مرحباً بكم يا سادة يا كرام وسلامٌ من الله عليكم ورحمة منه وبركات ..
الدم المسلم .. وما أدراك ما الدم المسلم ، عظمه الإسلام وحرّمه ، وأعلى قدره ، ورفع شأنه ..
في التنزيل يقول الله تعالى ( وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأ ) ويقول عز شأنه وتعالى جده ( ومن يقتل مسلماً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما ) وقال عز في علاه ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ) .
وفي الحكمة يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) وقال بأبي هو وأمي عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم ( لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة ) وفي حجة الوداع قال ( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا )
آيات وأحاديث .. عظيمة المعنى والمبنى ، تخوّف المسلم من الإقدام على قتل مسلم عامداً قاصداً أو بتأويل باطل ظالم ، ويا لها من آيات وأحاديث تهز القلوب وتأخذ بالمشاعر .
غير أن الحركات الإسلامية في طول العالم الإسلامي وعرضه ، باتت ولا يزن الدم المسلم عندها فتيلاً ولا نقيرا .
ثُلة مسلمة تُقتل في (كُنر) في أفغانستان فيما مضى من الزمان على يد أحزاب إسلامية !!
ومجموعات مسلمة تقتل في العراق بدعوى التترّس والبعث على النيات ، بيد أحزاب إسلامية !!
وإمامان خطيبان يقتلان في العراق ، بدعوى العمالة لأمريكا !!
هذا ما قامت به الأحزاب الإسلامية بيدها لا بيد عمرو ، وما خفي أعظم .
أما ما تسببت فيه ، وما جنتْه على الأمة المسلمة ، فدونك أفغانستان ، شعب تنهال عليه الصواريخ والقنابل الأمريكية كالمطر ، وتباد دولة بأكملها وتلغى من الوجود !! بسبب الحركات الإسلامية
وقتلى بالعشرات والمئات في العراق بيد العدو ، بسبب قتل أمريكي واحد أو اثنان أو ثلاثة ، ثم الاختفاء في البيوت والحواري .
وقتلى الإخوان في مصر على يد الطاغية جمال عبدالناصر بسبب الحركات الإسلامية ومنازعتها السلطان .
وتعود اليوم حركة حماس الإسلامية اليوم ،بالتسبب في مجزرة لا يعلم مداها إلا الله ، بسبب أسر جندي يهودي واحد !!
أي رعونة تقوم بها حماس ؟! وأي جهل وحمق وخرق ؟! أطلقوا الجندي إلى أمه الهاوية ، وأنقذوا النساء والصبيان والشيوخ من مجزرة محققة .
ها أنتم تصرخون وتستنجدون بالغرب الكافر أن ينقذكم .. فقاتل الله السفه كيف يودي بصاحبه ؟ لم لا تقدرون قوتكم حق قدرها ؟! نحن أمة ضعيفة في هذا الزمان ، كان الأولى بنا جميعاً أن نعد العدة لا أن نبدأ بالقتال ، ستقولون هم سيقتلون وإن لم نأسر ؟ فيا رعاكم الله أين غاب عن عقولكم تقليل الشر قدر الإمكان ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح ؟ كان أبناء القردة والخنازير وقتلة الأنبياء يقتلون واحداً واثنين ، ومع أنه مؤلم للغاية إلا أن أشد منه إيلاماً قتل مئات وألوف .
أعدوا العدة بالعلم الشرعي السني المؤصل ، ودعوكم من الفلاشات واليافطات المستهلكة التي لا تسمن إلا أخرقاً ولا تغني إلا جوعة تافه ( أطفال الحجارة ) ، ودعك يا أيها الفلان من الخطب الرنانة ، فإنها لا تمنع باطلاً ولا ترد عدواً .
من العجيب أنا ما رأينا عبر تاريخنا المعاصر من الحركات الإسلامية إلا التهور وإيقاع المسلمين في المهالك ثم الخطب الرنانة الطنانة ، ثم البكاء والصياح والعويل .
أيتها الحركات الإسلامية اتقوا الله في دماء المسلمين ، اتقوا الله في الشيوخ والنساء ، اتقوا الله ولا تجلبوا على المسلمين شراً هم في غنى عنه ، إن كان من خير عندكم فبالتعليم الشرعي ، وإلا فاكفوا المسلمين شروركم التي بلغت عنان السماء .
علموا أبناءكم العقيدة الصحيحة ، في فلسطين وفي العراق وفي أفغانستان ، وأبشروا بنصر الله المؤزر .
الحماس بلا علم جنون ، والتسبب في قتل المسلم شيء لا يكون ، أكثر من خمسين سنة وإسرائيل لها في كل يوم من المسلمين قتيل ، وأنتم لا تمشون إلا خلف سراب بقيعة تحسبونه أيها الظامئون ماءً ، تارة خلف القرارات الدولية ، وآونة خلف اليافطات الجهادية المزوّرة ، وأبعدتم العلم جانباً وخلفتموه ظِهريا ، فكان حصادكم شيصاً وعذابا .. وأخلِق بهما أن يكونا ثمار غرسكم .
ها هنا ما يدعو للتأمل ..
* لم يؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم بالقتال وهو في مكة في حال ضعف ، إبقاء على المسلمين ، مع أن بعضهم قُتل تحت التعذيب ، ثم لما قوي في المدينة وثبت أُمر بالجهاد في سبيل الله .
* سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجوع خالد بن الوليد وانهزامه بالمسلمين والإبقاء عليهم في غزوة مؤتة فتحاً ، قال عليه الصلاة والسلام ( أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذها جعفر فأصيب ، ثم أخذها عبدالله بن رواحة فأصيب ، ثم أخذها خالد بن الوليد عن غير إمرة ففتح الله عليه وما يسرني أنهم عندنا )
* بدأ النبي صلى الله عليه وسلم دعوته في مكة بالعلم ، طلباً للتغيير ، ولم يبدأه بالجهاد ، فكانت الثمار يانعة في مدة وجيزة هي ثلات وعشرون سنة . دك فيها حصون الكفر وقصوره ومعاقله في عقر داره .
اللهم اجعل للمسلمين في غزة مخرجا ، اللهم ارحم النساء والأطفال والشيوخ ، اللهم الطف بالفقراء والأيتام والمحاويج ، يا رحيم يا لطيف .
اللهم اجبر كسرهم ، وارحم ضعفهم وهوانهم ، اللهم اكس عاريهم وأشبع جائعهم ، وارو ظمأهم ، وكن لهم مؤيداً ونصيرا ، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما .
اللهم عليك بيهود ، الله عليك بيهود ، اللهم عليك بيهود ، اللهم زلزل أقدامهم ، وأرق دماءهم ، وأرنا فيهم عجائب قدرتك ، اللهم سلط عليهم من لا يرحمهم ، يا جبار يا عظيم .
اللهم عليك بطاغوت العصر أمريكا ، اللهم اخسف بها الأرض ، ذات الطول والعرض ، اللهم أقر عيون المسلمين بذلها وهوانها وزوالها يا قوي يا متين .
اخوكم ناسوار الكردي
--------------------------------------------------------------------------------
مواقع النشر (المفضلة)