[justify]مقال أعجبني أحببت نقله لكم......
<بالعقال>!
الكاتبه/ سوزان المشهدي - الحياة
كنت واحدة من ضمن عدد كبير من المشاركات في دورة متخصصة في التواصل الفعّال، أقيمت في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، كان محور الدورة وأهميتها في نظري تأصيل أهمية الحوار في المجتمع السعودي وضرورة تبنيها خصوصاً في هذا التوقيت بالذات، فإذا كنّا كدولة نادينا ورعينا حوار الأديان الذي أقيم قبل سنوات عدة برعاية من خادم الحرمين الشريفين شخصياً، والذي أحدث صدى هائلاً في جميع الأوساط العالمية، وأرسى دعامة ذهبية مهمة لأهمية الحوار حتى مع المختلفين معنا في الدين والثقافة والعادات، فكان من الأدعى والأهم أن تتم ترسية قواعد ذهبية للحوار الداخلي داخل المجتمع المختلف الأطياف والتوجّهات والمذاهب والثقافة وأساليب التربية.
وهذا فعلاً ما قام به المركز منذ افتتاحه عبر الدورات المكثفة والمتخصصة لنشر هذه الثقافة وترسيخها في نفوس أفراد المجتمع رجالاً ونساء وأطفالاً، بعد أن توصّلنا لحقيقة عدم قدرتنا على العيش منعزلين عن العالم، وعدم صحة ذلك أيضاً بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة، وأصبح التواصل أسهل من شربة الماء يمارسه الصغار قبل الكبار عن طريق وسائل الاتصال الحديثة والمنتشرة والمتوافرة.
وكنت قد بيّت النية على العودة من الدورة المتخصصة والرائعة بتخصيص مقال منفرد عنها وعن الأفكار التي أقيمت على أساسها الدورة وعن أهدافها البعيدة المدى، ورأيت أن أؤجل هذا المقال المتخصص بعد أن صدمتني الأخبار الأخيرة الخاصة بموضوع قيادة المرأة السيارة واضطرار بعد النساء لقيادة السيارة لظروف خاصة في جدة، وبعد تجديد المطالبة للدولة من النساء للسماح لهن رسمياً بقيادة السيارة وبتوفير مناخ آمن، فالخوف على المرأة لم يعد مبرراً، فكل مجتمع مطالب بتوفير أسباب الأمن لكلا الجنسين في العيش بكرامة وإنسانية والأهم تمكينه من ذلك، ولم يعد الخوف من رد فعل بعض الذكور منطقياً، لأن كل مواطن ومقيم مطالب بأن يحترم أنظمة الدولة، ومطالب باحترام حقوق الآخرين، ومطالب باحترام قراراتهم الشخصية، ومطالب باحترام ملكياتهم وآرائهم وأفكارهم الخاصة بهم التي لا يفرضونها على أحد.
بعض الأشخاص رجالاً ونساء قاموا بحملة مضادة سمّوها للأسف «بالعقال»، تزامنت مع دعوة بعض الأشخاص والشيوخ لاستنفار بعض الأجهزة التي تتبنى فكر المنع التام لقيادة المرأة وفكر منع عملها «كاشيرة»، وربما فكر منع تعليمها ومنع توظيفها، وفكر منع النظر إليها كإنسانة كاملة الأهلية وليست أداة فقط لإنجاب الأطفال. «بالعقال» هو اسم الحملة الذي أهديه إلى المجتمع الذي ما زال حائراً في تحديد معنى العنف، وما زال حائراً في التصرف معه، وما زال حتى اللحظة يدرس أسبابه.
لأغادركم الآن وهناك أسئلة تخنقي وهي: ما فائدة تعليمنا؟ وما فائدة الدورات المتخصصة؟ وما فائدة مؤتمرات العنف؟ وما فائدة مركز الحوار الوطني الذي لم ولن يتمكّن من تعزيز ثقافة الحوار من دون مجتمع يمدون له يداً؟ متى نرتقي بحملاتنا؟ ومتى نرتقي بألفاظنا؟ ومتى نتحاور حتى لو كنا مختلفين؟ ومتى نستمع لصوت العقل وليس العقال؟ ومتى نمثّل ديننا الجميل التمثيل الصحيح؟
[/justify]
متى نرتقي.....:19ar:
مواقع النشر (المفضلة)