هل التطبع يغلب الطبع ؟
هذا السؤال كثيرا ما يراودني وحينما افكر فيه جيدا اجد ان من المستحيل أن يغلب التطبع الطبع، هناك مقولة تقول ان 'الطبع سراء'، فتجد عادة حينما تتحدث الى شخص عصبي في طبعه ويحاول ان يكون هادئا وساكنا، لا يمكنه ان يسترسل كثيرا في الهدوء وسرعان ما يرجع الى صفته الاصلية وطبعه الغالب.
الانسان وليد البيئة، وممكن لبيئته ان تخلق منه اما انسان متمرد على كل القوانين، واما ان تخلق منه مثالا يحتذى به يتأثر ويؤثر في مجتمعه، وعادة تجده عالما او شاعرا او مجرما او سارقا وهكذا، وتارة تجد الاصدقاء او الاهل هم سبب من الاسباب الرئيسية في بناء هذا الانسان، وممكن لجماعته ان تجعل منه جيدا او سيئا، فالسارق جماعته سارقة وللعالم اصدقاء علماء وللارهابي جماعة ارهابية، وللاخير هذا بعض الافكار المتطرفة لجماعته هي ما جعلته يتصرف بشكل غير سوي ويصبح وبالا على نفسه ومجتمعه، ولذلك ينطبق قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - 'المرء على دين خليله' ويقولون 'قلي من تصاحب اعرفك من انت'.
(ولد شيوخ) عادة ما يطلق هذا اللقب على الشخص الحليم والكريم والشجاع، بعضهم ليس بالضرورة ان يكون ابنا لعائلة لها نفوذ، انما هو لقب يطلق على الانسان وليد البيئة والمكان الجيد والمناسب.
خلاصة الحديث، مهما وصلنا الى درجة من الابداع ووجدنا انفسنا متحضرين ومواكبين للتحضر فلا بد ان نرجع الى مجتمعنا القديم فيرجع العربي المغترب الى طبعه الشرقي ويرجع ابن البادية المتحضر الى باديته لذلك (يغلب الطبع التطبع).
مواقع النشر (المفضلة)