هذه الهمسة اهمسها في أذن كل متسرع في قوله أو فعله، وأقول له: احذر، فهناك دائماً أشياء إذا فقدناها لا يمكن استرجاعها، فلا يمكن مثلا استرجاع الكلمات بعد التفوه بها، ولا يمكن استرجاع الفرصة بعد ضياعها، ولا الوقت بعد مروره.. وكم مرة ظلمنا أنفسنا حين ظلمنا غيرنا في حكمنا السريع عليهم المبني على سوء الفهم، وبدون أن نبحث عن الأسباب التي أدت إلى تصرف غير متوقع من إنسان قريب أو بعيد في حياتنا، من أعز الأحباب أو الجيران أو الزملاء.
المشكلة أن كل فرد منا قد يواجه موقفا معينا في حياته، وتتغير النظرة في تقدير الموقف من شخص الى آخر، والكل قد يكونون على صواب لأن كل واحد منهم لم ير إلا جانباً واحداً. لذلك نستخلص القول بأن الموقف الواحد لا يمكن تعميم الحكم عليه عند التعامل مع أفراد مختلفين.
لذلك أقول لكل إنسان متسرع في قوله أو فعله، بأن عليه التروي في كل أموره وعدم التسرع في الحكم على الأشياء أو في رده فعله في مواجهة موقف معين حتى لا يندم على تسرعه واندفاعه.
نصيحة أخرى عزيزي المتسرع في قولك وفعلك، احتفظ بتفاؤلك حتى مع وجود الصعاب، فالأوقات الممتعة قادمة بالتأكيد في وقت ما. عش ببساطة وأحب بسخاء ودع أمورك لله، ولا تنسَ اننا في حياتنا، وفي مواقف كثيرة، كنا في أحيان ظالمين وفي أحيان مظلومين، لكن المهم في الأمر أن لا نتسرع في إصدار الأحكام على الآخرين.. يوم نخطئ ونعتذر، ويوم يقع علينا الظلم.. فنغفر.
مواقع النشر (المفضلة)