يروي صاحب هذه القصة عن زوجته قائلاً:
زوجتي اعتبرها زوجة مثالية ورائعة.
من بداية حياتنا الزوجية لم تغير سياستها معي.. الابتسامة هي الابتسامة المرسومة علي شفتيها حينما تراني او تستقبلني.. ونفس الكلام الطيب الذي تخاطبني به.. وذات المعاملة اللطيفة التي تعاملني بها.. لم أتذكر انها أساءت لي أو تطاولت علي بالرد.. رغم انني غالباً ما أكون جافاً عصبياً أثور لأتفه الأسباب لكن مع ذلك تحاول أن تهديء أعصابي أو تتركني حتي أهدأ لوحدي..
أذكر ذات مرة انني تشاجرت في العمل مع احد الموظفين لأسباب تتعلق بالعمل.. فعدت الي البيت وكلي غضب وثورة وبركان فجرتها في وجه زوجتي التي جاءت مسرعة تستقبلني بابتسامتها المعهودة وترحيبها الحار.. عندما وجدتني علي هذه الحالة تركتني حتي تهدأ ثورتي وتهدأ أعصابي.. وحينما هدأت جاءت تربت يدها علي كتفي وأخذت تسألني عن سبب ضيقي وغضبي.. لكنني في هذه اللحظة ثارت ثورتي أيضاً وطلبت منها عدم التدخل في ذلك وصرخت في وجهها.. لكنها لم تنفعل أبداً.. وإنما كلمتني كلاماً طيباً حسناً.. وأمسكت بيدي فتوجهت بي الي باب الحمام.. وطلبت مني أن أتوضأ.. وبالفعل توضأت.. ثم طلبت مني أن أصلي ركعتين.. فصليت.. وبعدها هدأت أعصابي وانطفأت ثورتي.. ثم شعرت براحة نفسية عميقة.. ثم وضعت في يدي كتاب الله الكريم.. وطلبت مني ان أقرأ بعض سور القرآن فقرأت.. وبعد انتهائي من القراءة شعرت وكأنني انسان آخر تماماً.. فأصبحت هادئاً.. لطيفاً.
علمتني زوجتي الحبيبة انه كلما تملكني الغضب والانفعال والعصبية باللجوء الي الوضوء والصلاة وقراءة القرآن الكريم حتي لا أرتكب حماقات أندم عليها بعد ذلك.. وبالفعل منذ ذلك الحين.. وأنا أتبع هذا المسلك الذي دلتني عليه زوجتي وأبصرتني به.
هذه هي زوجتي.. تعاملني دوماً بسياسة حكيمة في كل شيء.. ما يجعلني اتباهي بها وأدين لها بالفضل في سير حياتنا الزوجية الي بر الأمان.
ومهما قلت لا أوفيها حقها.. فهي انسانة وزوجة رائعة بكل ما تحمله الكلمة من معني.
مواقع النشر (المفضلة)