أن تقضي وقتا مسليا في مركز تجاري متنقلا من طابق الى آخر ومن واجهة محل الى مقهى الى مركز للترفيه أمر ممتع، لكن المتعة قد تتحول الى كدر بعد جولة التبضع والاستجمام ما لم تحفظ طريق العودة.
تخيل مثلا أن تنزل من أول درج كهربائي يصادفك وتتجه ناحية طابق من طوابق الباركينج ممسكا بأكياس ممتلئة بالمشتريات وتدرك فجأة أنك نسيت أين ''ركنت'' سيارتك. يا له من موقف مزعج!، ويا لها من دوامة تلك التي ستجعلك تلف وتدور بين مواقف المولات الكبرى التي تتحول في لحظة كهذه إلى متاهات لا أول لها ولا آخر.
معظمنا مررنا بمثل هذه التجربة المربكة التي تضيع الوقت وتتلف الأعصاب، وسط لفحات الهواء الساخن وضجيج المكيفات. وعلى الرغم من اللافتات الموزعة في كل اتجاه والتي تدعونا لنتذكر أين ''ركنّا'' السيارة في المواقف الداخلية المتشعبة والمتعددة الطبقات، الا أننا نسهو عنها في معظم الأوقات. الغريب والطريف أيضاً، أن وقوعنا مرة ومرتين وثلاث في مأزق نسيان موقع السيارة لا يعني أننا لن نعيد الكرة. ويبدو أن لا حل لهذا المأزق الا بأن ''يركن'' الواحد منا سيارته أمام أقرب مدخل يصعد منه الى المول على أن يعاود الخروج منه بعد الانتهاء من جولة التسوق.
من جهة أخرى لا يعترف الرجال بالإرباك نفسه الذي يحدث للنساء، وقلة منهم يقرون بأنهم وقعوا في مثل هذا الفخ إذ تعتبر الغالبية أن المرأة أقل قدرة من الرجل على حفظ الاتجاهات وجغرافية الأماكن والعناوين.
أن مواقف السيارات الواقعة تحت الأرض هي من اكثر الأماكن التي تسبب له الازعاج فكيف اذا حدث أن تاه عن سيارته هناك. وهو لا يستغرب أن تحدث مثل هذه ''اللخبطة'' مع امرأة أنستها متعة التسوق أين ''ركنت'' سيارتها.
نتمنى أن يتم اختراع جهاز مبرمج يكشف موقع السيارة توزعه المراكز التجارية على روادها، وبرأيه سوف يشهد هذا الجهاز إقبالا كثيفا من فئة النساء. فهل من مخترع؟
مواقع النشر (المفضلة)