إنه في الثالث والعشرين من شهر ربيع الثاني لعام الف واربعمائة وستة وعشرين للهجرة
وبعد أزمة مرضية لم تتجاوز العشرة أيام
فاضت روح أبي إلى بارئها
إنه لمن الصعب على الإنسان أن يتحول به الشعور إلى اليتم بين يوم وليلة
فجأة ودون أي سابق إنذار تجد شخصاً صحيحاً بكامل عافيته يمشي ويمرح في أرض الله يصبح في عداد الأموات
لا أتخيل صحة ذلك يا أبي
فأنا أراك كل لحظة وتمر بي في كل حين
أراك في خيالي فقط
أبحث عنك في كل مكان اعتدت وجودك فيه
أبحث عنك في مقعدك وفي مجلسك فلا أجدك
أنتظر سؤالك عني وعن أحوالي فلا أسمعك
أبحث عنك لأستأذنك في الخروج فلا أدركك
هكذا اختفيت من حياتي وتركتني وحيداً في الدنيا
كم هو مؤلم ذلك الإحساس القهري عندما تجد أقرب الناس لك متأثراً بمرضه ولا تستطيع فعل شيء
كم تمنيت أن أخرج قلبي من أحشائي وأضعه بين ضلوع أبي ليضخ الحياة فيه حتى لو بدوني
ولكنه أمر الله لا ينتظر سبباً ليحدث ويتحقق
فالموت حق علينا ولا مفر منه
إني مؤمن لك يارب ومسلم لقدرك ولكنه الشوق وألم فقدان حبيب
كم تمنيت أن تعود الأيام لأعطي كل وقتي وما أملك لأبي كي يسعد ويفرح أكثر
ولكن أسأل الله العظيم أن يبدلك بما هو خير عن هذه الدنيا
وأن يبلغك الجنة وتنعم بها ويسعدك بالنظر إلى وجهه الكريم
ولايحرمنا لقاءك يا أبي في جنة الخلد جميعاً
آمين...آمين...آمين
أخواتي وأخواني
وصيتكم الدعاء لأبي بالرحمة والغفران والفردوس الأعلى في الجنان
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
إنا لله وإنا إليه راجعون
أخوكم
medomedo
مواقع النشر (المفضلة)