يتساءل الكثيرون عن الأسلحة التي كانت المرأة تستخدمها في الماضي لمواجهة جبروت الرجال وتعنتهم, فمن السذاجة ان يتصور البعض ان السلوك الذكوري المتحيز في المجتمعات المختلفة قد واجهته النساء بسلبية وخضوع.. والكتاب الذي يباع في مكتبات انجلترا الآن يثبت ان النساء في كل العصور بحثن عن وسائل يواجهن بها قسوة ازواجهن ولو بأبسط الاسلحة فاعلية وهي الثرثرة, التي ينظر اليها الرجال علي انها تدل علي التفاهة وايضا نقص في الذكاء أو الكفاءة, واسم الكتاب هو عندما تتلاقي الثرثارات وهو يتناول بالبحث والدراسة الوثائق التي رصدت انواع الثرثرة التي حدثت في القرنين السادس عشر والثامن عشر وآثارها علي حياة الرجال والنساء وعلي المجتمعات الأوروبية عامة والبريطانية خاصة.
إن دراسة الوثائق الإدارية والقانونية المتاحة اكدت تعمد النساء في احاديثهن إثارة موضوعات محرجة للرجال كوسيلة فعالة للانتقام منهم, وكشف نقاط الضعف والعيوب الخاصة بالرجل كفيل بهز ثقته بنفسه.
ان المرأة استخدمت السلاح نفسه الذي كان الخدم من الطبقات الدنيا يستخدمونه, حيث كشفت الوثائق قدرة الخادمات في هذين القرنين علي النيل من أرقي السيدات في المجتمع والتحقير منهن بإفشاء اسرارهن, وكان هذا الافشاء يتم بصورة متعمدة بين الخدم بدافع الغيرة من السيدة أو الغضب مما تفعله بهم... في الوقت نفسه كانت النساء اللاتي تعانين من قسوة ازواجهن يذهبن الي مواقع عملهم أو إلي اماكن الترفيه الخاصة بهم ويقمن بفضحهن علي الملأ للانتقام من سوء المعاملة, كما كانت النساء يحاولن كسب عطف الآخرين والمدعمين لهن في صراعهن مع الرجل, وفي المقابل كان الرجل يفضل الابتعاد وحجب تصرفاته عندما كان يشعر بأنه مراقب وانه مادة للثرثرة.
مواقع النشر (المفضلة)