الحب المحرم...!
نشأت في اسرة تؤمن بالعلم وتشجع ابناءها وبناتها على التفوق من دون تمييز، اسرة متحابة، متدينة، غرس ابوانا فينا القيم والاخلاق الرفيعة، فأصبحنا اسرة متماسكة وسعيدة. أب وأم حنونان، أخ شقيق يكبرني بعدة اعوام عطوف علي أنا وشقيقاتي اللاتي يكبرنني، تخرجت شقيقتاي وشقيقي في الجامعة وتزوجت شقيقتي الكبرى وشقيقي.
وفجأة توفي والدي الحنون واصيب الجميع بصدمة شديدة، لأنه كان يغمرنا بحبه وحنانه وعطفه، وبغيابه اصبح المنزل حزينا وكئيبا، واستمر ذلك أشهرا طويلة حتى بدأت اخرج من أحزاني وآلامي على يد زميل لي في الجامعة وجدت لديه الحب والحنان اللذين افتقدتهما بعد وفاة والدي الحبيب.
جمعت بيننا قصة حب كبيرة، وعرض علي الزواج على رغم انه كان في السنة النهائية، خاصة انه من عائلة ميسورة ماديا تسمح له بالزواج من دون انتظار الوظيفة وراتبها.
في البداية رفضت والدتي وشقيقي هذه الزيجة، لكن بإصراري وتمسكي وافقا على مضض وتم الزواج، وانتقلت للاقامة في منزل اسرته الكبير، وعشنا معا اجمل ايام حياتنا، اطلقت فيها لأحلام الشباب وجنوحه العنان.
كان زوجي الابن المدلل لأسرته، فبات ينفق علي ببذخ، ويلبي لي كل ما اطلب، لم يكن هناك شيء يزعجني الا غموضه في بعض الاحيان وخروجه اليومي لمقابلة اصدقائه، ورفضه ان اذهب معه. وبمرور الايام اكتشفت الحقيقة المفجعة، عرفت ان زوجي الذي حاربت الدنيا من اجله مدمن، وان خروجه اليومي ليس لملاقاة اصدقائه وحسب، بل لتعاطي جرعة الهيروين القاتلة التي لا يستغني عنها ابدا.
طلبت منه الطلاق فبكى ووعدني بأن يقلع عن هذا الوباء، كتمت سر زوجي عن اهلي وساعدته ووقفت بجانبه في رحلة علاجه الشاقة في سرية تامة وبعيدا عن أعين أهلي وأهله.
وما كاد يشفى من هذا الداء المدمر حتى عاد اليه مرة أخرى، لكن الوضع لم يستمر طويلا، وفارق الحياة أثر تعاطيه جرعة زائدة.
اصبت بانهيار وصدمة نفسية من هول ما حدث، فأنا مازلت في مقتبل العمر. عانيت كثيرا لفراق زوجي الحبيب وعانيت اكثر من الفضيحة التي لحقت بي بعدما علم الجميع بأمر زوجي وادمانه للمخدرات ووفاته اثر جرعة زائدة.
بدأت استعيد توازني بقوة ارادتي وبفضل وقوف والدتي وشقيقتي الكبرى وزوجها الحنون الذي آزرني كثيرا، وكان لي بمنزلة الأب والأخ والصديق الذي لم يفارقني طوال فترة مرضي وانهياري، ورفض ان اقيم في منزل والدتي وطلب مني ان اقيم في منزله، لتتمكن شقيقتي من رعايتي ويتمكن من مساندتي والاهتمام بي. وافقت على طلبه ويا ليتني ما وافقت.
فبوجودي بصفة دائمة في منزل شقيقتي وزوجها بدأت تتغير مشاعر الاخوة تجاه زوجها الى مشاعر الحب، وزاد عذابي انه بدأ يبادلني المشاعر نفسها، وكان ذلك جليا من نظرات عينيه العميقة والمعبرة عن الحب. أخيرا تلامست ايدينا من دون قصد فشعرت بأن قلبي يكاد يتوقف من شدة خفقانه!
اعترف بهذا الحب المحرم الذي ولد بداخلي من دون أن أشعر وقلبي يتمزق على شقيقتي، فهي أكثر من ساندتني ووقفت بجانبي في ظروفي الصعبة التي مررت بها
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)