الإنسان يرث الحضارات عن طريق الكلمة.. ومن خلال الكلمة انتهت الحروب إلى سلام؛ فالكلمة دورها عظيم.. فكم من كلمة قامت على أساسها عداوات.. وكم من كلمة قامت على أثرها صداقات!
والإنسان لا يستطيع أن يقوم بعمل متقن إلا إذا حدده بكلمات أولاً؛ حتى يعرف ماذا يفعل، ولقد ضرب الله مثلاً في كتابه الكريم فيقول: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ}؛ فالشجرة تبدأ بذرة ثم تكبر وتكبر.. وكذلك الكلمة طيبة أو خبيثة تصدر صغيرة ثم يتناولها الناس فتكبر وتكبر إلا أن الكلمة الطيبة باقية راسخة في الأرض وجزاؤها عند الله، أما جزاء الكلمة الخبيثة فهو وزر صاحبها ووزر من عمل بها.
وإلى هذا المعنى يشير الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في نار جهنم).
مواقع النشر (المفضلة)