السلام عليكمــ ورحمة الله وبركاته
صباحكمــ...ومساءكمــ.رضى من المولى عز وجل
+/+ في الفن الإجتماعي +/+
{الفن} عملية جمالية ترتقي بحس الانسان وسلوكه لإستعمال الذوق واللياقة الاجتماعية،فهم جانب من جوانب الأخلاق الفاضلة
والسلوك الحسن في التعامل مع النفس البشرية ومع الآخرين.
والبشرية تعرف في أصول حسها أساس التعامل الراقي،وتميزه وتعرف بأن هذا السلوك معلم من معالم الفكر الحضاري الذي ينبغي
أن تنطبع به الأمة ويشيع بين أفرادها ،ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم أهل القرى عن الرجوع إلى البادية والسكن فيها ،
لأن ذلك الرجوع يبعث نوعاً من افتقاد الحس المرهف في التعامل مع الآخرين والسلوك الحضاري الراقي.
إن الفن الإجتماعي شئ داخلي شعوري قبل كل شئ ، فهو شعور واحساس باحترام الآخرين وتقديرهم ،
ومراعاة أحاسيسهم ومشاعرهم ، والإعتراف بحقوقهم السلوكية والأخلاقية التي تفرضها الديانات والحضارات والعادات.
كان في وصية لقمان لإبنه:( واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير)
،فقوله سبحانه :(واقصد في مشيك)نوع من التفنن الاجتماعي والسلوك الراقي في المشي الذي لايكون
سريعاً مخيفاً ولا بطيئاً ثقيلاً ، وقوله جل وعلا:(واغضض في صوتك)وجه آخر للفن الاجتماعي في الصوت،
وطريقة الحديث ، فالصراخ والإزعاج والضجيج نقيض الهدوء والرزانة والعقل والاتزان ،والهمس يخالف الوضوح والإبانة
التي جعلها الله من خصائص الإنسان :(خلق الانسان علمه البيان).
ولقد نهى الإسلام عن استعمال العبارات المرذولة ،والاسفاف في الحديث واستخدام الألفاظ التي لاتليق بالمستوى العلمي والثقافي والاجتماعي للمسلم
العادي ،يقول صلى الله عليه وسلم :(إن المؤمن ليس باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذئ).
يقول أنس رضي الله عنه :خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين ،فلا والله سبّني سبة قط ،ولا قال لي:أفاً قط، ولاقال لي لشئ فعلته:لم فعلته؟!
ولاشئ لم أفعله :ألا فعلته؟!
فانظر الى دقة النبي صلى الله عليه وسلم في مراعاة الأحاسيس ،واختيار وانتقاء العبارات ،فهو يمر الشئ
لا يسأل ولايدفعه الفضول ولا التدخل ولا الرغبة في التعليم على أن يمس شعوراً دقيقاً لأصحابة عليه السلام،
فكان يعلمهم بالابتسامه ، والحركة اليسيرة من يدة الشريفة ، في مستوى عال ٍ من الأدب والتعامل والأخلاق.
ولقد تحلى عباد الله المؤمنون بصفات اللياقة الاجتماعية واللياقة والفن السلوكي ، كما وصفهم الله بكتابه
وذكر صفاتهم ،فقال سبحانه وتعالى :(وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا)،أي مشياً معتدلاً هادئاً
في التخاطب والتحاور والحركة ، (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)فإذا عاملهم الجاهلون الغاضبون الحمقى
بالحمق والجهل ردوا بالتحية التي تعبر عن صاحبها ،فكل يعبر عن مابداخله ، فالجاهل يدل عيه جهله وحمقه ، والعاقل يدل عليه حلمه وعقله:
وحيّ ذوي الأضغان تسب قلوبهم
فإن دحسوا بالكره فاعف تكرما
فإن الذي يكفيك منه سماعه
تحيتك الحسنى وقد يرقع النعل
وإن خنسوا عنك الحديث فلا تسل
وإن الذي قالوا وراءك لم يقل
إن اللطافة في الحديث والدقة في العبارات والحركات ،وتجنب فضول الكلام ، وفضول الأسئلة
وفضول النظر يعين على رفع قدر اللباقة واللياقة ،ويتعود الإنسان المسلم على الاحساس بالفن الاجتماعي
ومراعاة الذوق.
إننا بصراحة تامة نحتاج لقيم الفن والجمال الاجتماعي كي نتحلى
بها في علاقتنا ، وفهم أنفسنا ، وفهمنا للآخرين في كل مرافق الحياة...
أتمنى من قلبيــ أن نرتقي بأخلاقنا ويكون قدوتنا سيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم.
مقال اعجبني لفضيلة الشيخ الدكتور / سلمان العودة...منقول بتصرف..من ملحق الرساله.
دمتم بخيرلكم:25ar:
وداعاً للحب
مواقع النشر (المفضلة)