الصراع الذي يواجهه الإنسان مع واقعه يمر بمراحل متعددة منذ وجوده حتى نهايته فعندما يقدم إلى هذه الدنيا وفي مراحل طفولته يظل يعيش على العطاء والحماية من قبل والديه حتى ينمو عوده ثم يبدأ بعدها الاعتماد على نفسه ولكنه يبقى في مرحلة الأخذ الذي يقوي لديه حب التملك والأنانية والسيطرة مع الوقت، وعند انتقاله إلى مرحلة الرجولة والنضج والاستقلال عن الأسرة يخوض معركة الحياة التي تتطلب البحث عن مصادر الرزق فيشحذ أفكاره ويحاول توجيهها نحو الكسب بل كل ما يستطيع من قوة وفي حالة النجاح فإنه ينجرف أحياناً وبشراهة إلى الطمع والجشع والأنانية وبشكل صارخ الذي يغتال القيم الخيرة في داخله من أمانة وصدق وحسن تعامل فليجأ إلى كل حيلة من أجل إشباع رغبة النفس النهمة نحو الكسب الحرام، ومع مرور الوقت يتبلد الإحساس لديه فتصبح بعض الخصال السيئة من كذب وخداع ومكر من متطلبات وسائل عيشه وتصغر في نظره ويهين فعلها والعمل بها.
ويبقى في تلك الدائرة إلا ما شاء الله الذي قد ينبهه إلى أن مقدرته محدودة وأن هناك من هو أقوى منه فيمكن أنه أحياناً يتوقف ويراجع مواقفه واتجاهاته فيتحرك ضميره فيقضي على ما في داخله من أنانية وجشع وطمع.وإذا كنا تحدثنا عن غرائز وجدت في بعض الناس لأننا ندرك عظم أثرها وخاصة في واقعنا الذي نعيشه التي انتشرت فيه على نطاق واسع وتحولت إلى غرائز ذكاء وفطنة وحسن تصرف (وتبقى مقولة أن السوق محتاج إلى ذلك) وأن المنافسة شديدة، بينما يولد هذا الشك وعدم الثقة التي تؤدي إلى ضياع الخصال الحسنة في التعامل التي تعكس الصدق والأمانة في المجتمع كله
مواقع النشر (المفضلة)