[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم....
مساء....وصباح معطر بأريج الورد...
موضوع رائع ضمن ...مجموعة مواضيع ..للكاتب...عبدالله باجبير...من كتابه
احذر أن ينكسر قلبك...اعجبني فكتبته...ونقلته اليكم...
وأنصحكم بشراء الكتاب ...المميز...والرائع..
أين تضع نفسك!!...
قالوا في الأمثال: الناس تضعك...حيث تضع نفسك...
فأنت أما رفيع المكانة تضع نفسك في خير مكان ..أو أنت وضيع المكانة تضع نفسك في المكان السيء
وفي الموضع الضئيل...
والمكانة وإن اشتقت من المكان ..الا أنها تعني أكثر من الموضع..وربما جريا وراء السجع الجميل ..نقول
أن الموضع غير الموقع..فالموضع قد يأتي من المكان ..أما الموقع فيأتي من المكانة..
وكثير من الناس منحهم الله المال والوجاهة..لكنه حرمهم المكانة ..فالمكانة في قلوب الناس..وليست في جيوبهم
وكم من فقير له مكانة أكبر من الغني..وكم غني مكانته أقل من مكان الفقير...
المكانة تصنعها المكارم..وتصنعها الكرامة وتؤكدها الشجاعه والعفة والكرم...والخلق الكريم...وبغير ذلك تضيع الكريم...وبغير ذلك تضيع المكانة...ويسقط المكان
ويعلل علماء النفس الاحساس بالضآلة والتفاهة بما يسمى (الاحساس بالدونية)وهو احساس ينتاب الشخص اذا قابل شخصاً
مشهوراً مثلاً..أو دخل مكانا واتجهت انظار الناس اليه ,أو طلب منه أن يقوم بعمل ما يحس أنه لا يستطيع أن ينجزه هذا
الاحساس(بالدونية) أي أن الشخص دون العمل جزء من ضياع المكانة ..وهناك الطمع ..فالطامع أو الطماع يضطر للتنازل عن كبريائة في سبيل تحقيق أطماعه..
وباستمرار شعوره بالطمع ..يستمر تنازله حتى يتنازل عن الصفوف ويتقهقر الى الخلف وقال :علي بن ابي طالب
رضي الله عنه(مصارع الرجال تحت بروق الطمع)
وعدد من المشاهير في التاريخ أضاعوا مكانتهم أمام أشياء صغيرة وحقيرة..ولعل أقربهم الى الذهن شاعر العربية الكبير
أبو الطيب المتنبي الذي بذل ماء وجهه من أجل منصب في إمارة كافور الأخشيدي سلطان مصر في زمن المتنبي..وإن
كان النقاد المحدثون يفسرون أطماع المتنبي تفسيراً آخر..الا أن هذا هو المشهور عنه..
وربما يكون في القصة التالية نموذج مؤلم..لمن وضعته نفسه دون مكانته..وهو الشاعر(أبو زياد التميمي)فقد دخل يوماً
مع الخليفة العباس المنصور وهو يقسم المال بين ثلاث فئات من المسلمين هم ..القواعد...والعميان ...والأيتام..
فقال أبو زياد:للمنصور أصلحك الله ...اكتبني في القواعد..فرد المنصور..القواعد هن النساء اللاتي قعدن عن أزواجهن
قال أبو زياد:فأكتبني في العميان!!
قال المنصور مشيراً الى حاجبه :أكتبوه في العميان فإن الله تبارك وتعالى يقول:((إنها لا تعمي الابصار ,ولكن تعمى
القلوب التي في الصدور))
قال أبوزياد:واكتب ابني في الأيتام!!
رد المنصور :نعم ...من كنت أنت أباه فهو يتيم...
همسة*...لكل من يقرأ أين تضع(ين) نفسك...!!
دمتم بخير...وفي مكانة..مرموقة في قلوب الآخرين...
وداعا للحب[/align]
مواقع النشر (المفضلة)