أحلم..
بمهرجان بكاء.. نأخذ فيه " راحتنا" فنبكي بلا قيود, بلا أقنعة, بلا أطراف مناديل..
نمسح بها دمعة لم تقرر بعد هل <<تسقط أم لا>>؟
أحلم..
باسطوانة للبكاء.. شبيهة باسطوانة الضحك.. تغازل مسامعنا.. فنشاركها البكاء.. وتشاركنا ترطيب الداخل..!!
أحلم..
بعينين لهما<< ساعات عملية يوم ويوم على الأقل>> نذرف فيها الدموع ونعوّض فيها شيئاً من <<خفة روح الأمس>>
أحلم..
بعلقة ساخنة قادمة بثقة من عهد الطفولة نشعر بها وكأننا في السادسة من العمر.. نبكي بشدة..
رغبة منّا في تغيير أو تحويل السطح في <<جغرافية الهم>> من سلاسل جبال إلى أرض مستوية إلى حد ما..
أحلم..
بقوة صارمة قادمة من عهد "هتلري مضى" تكون متخصصة في قطع رقاب السادة << كبرياء, مقاومة,وخجل >>
لأنهم في لحظة احتياج غامرة بالبكاء يقررون أن " الدموع بداية بائسة لنهاية ذليلة " ..
أحلم..
بإجابة قوية أقولها لشخص ما.. أصابته الدهشة عندما أخبرته أني ذاهبة.. لمهرجان بكاء..
فيقول لي: " يكفينا الشر"
فأقول له لحظتها: "هل البكاء شر!!.. إنه نعمة إلهية فُهمت وظائفها خطأ..
فأصبحت ذات صلة وثيقة بما يجب أن نكون عليه وليس بما نحتاج التعبير عنه.."
سأقول له:
أننا عندما نحزن نتعامل مع (ملامحنا) بريشة فنان تشكيلي فنرسم ابتسامة ممتدة ترفع (الخدود) إلى أعلى وكأن شيئاً لم يكن.. رغبة منا في أن نقول للذي أمامنا أننا ..(عال العال) وأن كل شيء على ما يرام..
في حين أننا عندما نفرح.. أو نضحك فإننا نقوم بذلك(بإخلاص) نرضخ للضحك نجعله يعبرنا..
وهذا ضروري بالرغم من أننا أحياناً نخاف على أنفسنا من (عبوره) ولكننا نقف حاجزاً أمام الحزن نجعله يتغلغل في (عروقنا).. دون أن نحاول إخراجه من خلال دمعة (تبرّد القلب.. وترطّب النفس)..
سأقول له:
إن البكاء قوة تضعف عندما نحاول إخفاءها وضعف يقوى عندما نواجهه..
إلى أن يترك الكلام والكتابة ويشاركني الحضور في "مهرجان البكاء".. ثم يعود إليهما <تجربة إن لم تنفع فلن تضر>
إلى أحلى حلم في حياتي..
وإلى خمسة أصابع دافئة زارت يوماً ما كفي الصغير البارد..
وبقيتُ كجسد المغمى عليه..وإلى عين تحولت إلى زاوية حادة, حادة جداً.. عند سماعها جملةٍ ما أو كلمةٍ ما..
وإلى مرح وواقعية أحببتهما .. إلى كل ذلك أقدّم فكرة "مهرجان البكاء"..
فربما كان البكاء هو الخطوة الأولى في طريق الإحساس والصبر بنا وبالآخرين..
مواقع النشر (المفضلة)