سأقسو على قلبي ...
وسأمحو آثار أصابعكَ من على خصيلات شعري
وسأزيل همساتكَ من مسمعي
وسأبكي دموعا لألغي صوت ضحكاتكَ المنسوجة بمخيلتي
وسأخنق انفاسكَ المرتدية صهوة هوائي
وسوف ألبس السواد لأمحو آثار فرحي
وسأرمي نفسي من على جرف البحر لأكسر أضلعي
لأنسى ذاك الصيف الحارق لبراعم عمري
ولأنسى ذاك الوحش المفترس لبراءتي
ولأنسى تلك الكلمات المخترقة جوانحي
ولأنسى تلك الجلسـات الماحية لوجودي بين اروقة واقعي
ولأنسى تلك الوعود الذابحة لأوردتي
ولأنسى ذاك الغناء القاتل لوحدتي
أه وكم أه كونت داخل صدري تلال
ودكت بمسيرها جبال
لترسب بأعماقي ذكرى تموز محترقة
تلهب بنيرانها أناملي
وتشعل بألسنتها نيران شوقي
وينمو بسقمها جذع نهايتي
هكذا دعوتني في ليلة كان القمر شاهدا عليك
حيث كونت من لمعة النجوم قلادة لرقبتي
ومن حفيف الشجر فستانا لظلي
ومن نسيم الجو عطرا لذائقتي
فـ لربما ماتت تلك القصيدة في هيجاء تلكَ القوافي
وحرف اسمكَ مازال فوهة نار تحرق مقلي
لتحي قيثارة الامس بلحـن هجري
ولتغرب بسماء تلبد مواقع شمسي
فـ في داخلي خريفا يلوح بذراعهِ لأي ربيع مرّ
ليفتح ورود أملي
وحدائق افكاري
ولأنسى ايامكَ ولياليكَ
فـ تذكر تلك اللحظات التي كُنت فيها وطنا يحوي غربتكَ
ويشفي ألمكَ
ويزيل وشم حزنكَ
لطالما طلبت بأن تكون العصافير أنشوده فرحي
لتملىء الاثيرَ طربا
ولتصير من سيمفونيات معزوفاتها أنا وأنتَ
فلم يبقَ اليوم سوى جنازتي
وأنتَ كالغيم فوق اضرحتي
لتغرق بمطركَ رفاتي
والآن أسأل الدهر نسيانكَ
فلم يبقَ من ذكراك سوى حمامة مشلولة تحلق فوق رمضاء مآساتي
بقلم : همسة العسكري
مواقع النشر (المفضلة)