من الرائع ان يكون لك صديقات. انهن يغنين حياتك ويشعرنك بأنك الافضل، واحيانا - وللاسف - يشعرنك ايضا بأنك الاسوأ، واحيانا اخرى تعيد اليك علاقتك بهن ذكريات الخصام والضيق الذي كان ينتابك ايام الدراسة الابتدائية، وذلك حين تمارس احدى الصديقات سياسة تخريب صداقتك بأخرى بل وسرقتها كليا منك.
من هي اذن سارقة الصديقة؟
انها احدى صديقاتك التي تعرفينها على صديقة اخرى، فتقرر فجأة انها تفضل صحبة صديقتك على صحبتك انت، ثم تكتشفين - بالصدفة - انهما تتقابلان من وراء ظهرك، وقد يتطور الامر فتصبحان اعز الصديقات، مما يخلق لديك احساسا بالهجر والنبذ، لانك تعرفينهما منذ زمن، في حين انهما لم تتعرفا على بعضهما البعض الا منذ فترة بسيطة، ومع ذلك لم تعودا تدعوانك معهما!! لا تخجلي من هذا الشعور، فمن الطبيعي ان تتضايقي.
صداقات سطحية
هذا النموذج شائع، ففي الثلاثينات من عمر المرأة تبدأ في التخلص من الصداقات السطحية وتبحث عن الصداقة الحقيقية الممتدة. واحيانا تأخذك الحياة - رغما عنك - الى اتجاهات مختلفة بعيدا عن حياة صديقاتك، فتعملين انت مثلا كي تتفوقي في مشوارك المهني، في حين تختار صديقتك ان تصبح ربة بيت وتتفرغ لرعاية ابنائها. فمن الطبيعي اذن ان تتجاذب امرأتان من صديقاتك - لهما الظروف نفسها - اذا ما قدمتهما بعضهما لبعض وان تسرق احداهما الاخرى بعيدا عنك، فهذه طبيعة الاشياء فلا تتأذي نفسيا منها. فهاتان الصديقتان ليستا ملكا لك.. او لم تعودا كذلك بعد ان تخطيتن جميعا عمر المدرسة الابتدائية، لان التمسك بالصديقات امر طفولي الى حد ما ومع بلوغ الثلاثين ستجدين انه قد مرت بحياتك صديقات كثيرات، وقد تصبح علاقة الصداقة في بعض الحالات بأهمية وعظم العلاقة العاطفية بشريك الحياة، ومن غير المعقول الا تشعري بالضيق حين تقضي الصديقة وقتها مع صديقة جديدة، بدلا منك، كما تشعرين بالغيرة اذا ما فعل زوجك بالمثل وقضى وقته مع صديقه بدلا منك.
سلوك انساني
طبقا لما يقرره علماء طب النفس يتعلق الامر كله بسلوكيات النساء داخل علاقة الصداقة التي تختلف كليا عن سلوكيات الرجال الذين تتمحور صداقاتهم حول الانشطة التنافسية مثل ممارسة الرياضة، في حين تبني النساء صداقتهن على الانشطة التعاونية كالخروج معا لتناول الطعام أو الالتقاء لتبادل الفضفضة والدردشة.. إن التواصل الانثوي له طابع شخصي أكثر، وبالتالي إذا شعرت بأنك مهجورة بدلا من ملاحظة التشابه بين اهتمامات صديقك الذي كان السبب في الجمع بينهما فقد ترجعين تقاربهما الى عيب في شخصيتك وتتساءلين
بينك وبين نفسك: ما الخطأ الذي ارتكبته؟ وقد تحتارين ماذا يجب أن تفعلي اذا ما وقعت ضحية إحدى سارقات الصديقات؟ وهل تصارحين صديقتيك بمشاعرك أم أنهما ستعتبرانك غير ناضجة؟
عليك أن أن تكوني حريصة وموضوعية حتى لا تلقي عليك صديقاتك باللوم ويعتبرنك مجرد مثيرة للمتاعب. حاولي الابتعاد عن الموقف ككل وانظري إليه نظرة أشمل من وجهة نظر عملية عقلانية حتى تستطيعي تقييم الأمور من وجهة نظرهن. فعندما تمر الفترة الاولى من التعارف ويشعرن بالثقة والاستقرار في علاقتهن الجديدة، لن يجدن سببا للالتقاء وحدهن بعيدا عنك وستعود الأمور لطبيعتها فيما بينكن.
لتغلب على هذا الوضع
قد تكون الحالة مجرد شك من جانبك، فصديقتاك - مثلا - ربما تعيشان مرحلة الترتيب للزفاف أو تعيشان أشهر الحمل وتصادف أن قدمتهما بعضهما ببعض في هذه الفترة فارتبطتا معا إذا كانتا مقبلتين على الزفاف وبسبب اهتماماتهما المشتركة مثل التجول على محلات الزهور واتيليه التفصيل وصالونات التجميل واختيار قوائم الطعام المقترحة أو في حالة الحمل قد تتشاوران في أمور حفلات الاستقبال وملابس المولود وهكذا. وربما افترضتا أن هذه الأمور قد لا تهمك وقد تشغلك عن أمور أهم.
وإذا فكرت مليا ستجدين أنهما على صواب وإذا راجعت نفسك ستجدين أن معظم صداقاتك بدأت بالتعارف على المرأة من خلال صديقة ثالثة وستجدين نفسك في بعض الأحوال من سارقات الصديقات. فمن غير الممكن أن تتحكمي بالعلاقات الإنسانية، ولكن إن كنت وفية ومحبة لصديقاتك، فسوف يقدرن علاقتهن بك دائما حتى لو تباعدت اللقاءات بينكن.
مواقع النشر (المفضلة)