مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 9

الموضوع: الغيوم: أنواعها وأسماؤها في الشعر العربي

  1. #1
    ][ شـاعــرة الزيــن ][


    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    (( قلب نجد )) الرياض
    المشاركات
    18,335
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي الغيوم: أنواعها وأسماؤها في الشعر العربي

    الغيوم: أنواعها وأسماؤها في الشعر العربي

    --------------------------------------------------------------------------------




    عني العرب قديمًا وحديثًا بالغيوم وأنواعها وهطولها ولأنهم كذلك، فإننا نجدهم قد أطلقوا عليها مسميات مثل: (الديمة) وهي الغيمة السكوب و(السواري) وهي الغيوم التي تسري وتبكر بتهطالها عند الفجر، ولأن العرب أشد الشعوب تعلقًا بالغيوم حيث يتوقف عليها خصب نباتهم وازدهار مراعيهم وامتلاء ضروع مواشيهم وإبلهم، فإننا نجد تعلق الشعراء بها ووصفها في شعرهم.

    فعن الديمة قال امرؤ القيس:

    ديمة هطلاءُ فيها وطفٌ

    طبقُ الأرضِ تحرى وتدرْ

    تخرج الودّ إذا ما أشجدت

    وتواريهُ إذا ما تعتكر

    وترى الضبَ خفيفًا ماهرًا

    ثانيًا بُرثنه ما ينعفر

    وترى الشجراء في ريقعها

    كرؤوس قطعت فيها خُمرْ

    أما الشاعر أبوتمام فقال في الديمة:

    ديمةٌ سمحة القياد سكوب

    مستغيث بها الثرى المكروب

    فهي ماءٌ يجري وماءٌ يليه

    وعزالى تنشا وأخرى تذوبُ

    وعن النشاص: (وهي السحاب المرتفع: جاء في لسان العرب، الغيم الذي يرتفع بعضه فوق بعض وليس بمنبسط، وقيل هو الذي ينشأن من قبل العين)، قال الشاعر بشر:

    فلما رأونا بالنسار كأننا

    نشاصُ الثريا هجتهُ جنوبها

    وقال ابن بري يصف غيمًا نشاصًا:

    أرقتُ لضوءِ برقٍ في نشاصٍ

    تلألأ في مملاةٍ غصاصِ

    لواقح دُلجٍ بالماءِ سُحم

    تمج الغيثَ من خللِ الخصاصِ

    وقول الشاعر الذي أنشده ثعلب يصف السحاب النشاص:

    يلمعن إذا ولين بالعصاعص

    لمحَ البُروقِ في ذُرى النشائص

    ويقول العرب استنشصت الريح السحاب: بمعنى أطلعته وأنهضتهُ ورفعتهُ. ويصف ذو الرمة الغيم النشاص بأنه الغيم الماطر السكون وفي ذلك قوله:

    ضمَّ الظلامُ على الوحشي شملتهُ

    ورائحٍ من نشاص الدلومنسكب

    ويصف شاعر أخر النشاص بالجبال المرتفعة شديدة الانحدار وعلى رأسها برج:

    بمنتصر عر النشاص كأنه

    جبال عليهن النسور وقوع

    وعن الدجن: (وهي السحاب المشتد صوت رعده وفي لسان العرب: ظل الغيم في اليوم المطير. ابن سيده: الدجن إلباس الغيم الأرض وقيل: هو إلباسه أقطار السماء) قال أبوصخر الهذلي يصف الدجن:

    ولذائذ معسولة في ريقةٍ

    وصبًا لنا كدجانِ يومٍ ماطر

    ويوم دجن إذا كان يوم ذا مطر، ويوم دغن إذا كان ذا غيم بلا مطر، ويقال للمطر الكثير الدجن، ومثله أدجنت السماء أي زاد مطرها قال لبيد:

    من كلِّ ساريةٍ وغادٍ مدجنٍ

    وعشيةٍ متجاوب أرزامها

    ومنه كذلك أدجن المطر بمعنى دام فلم يقلع أيامًا، والداجنة: المطرة المطبقة كـالـديمــة مثــلاً، وفي الــدجــن الغمــام أو الغيوم السوداء يقول أبو العلاء المعري الشاعر الأعمى:

    نقمتُ الرضا حتى على ضاحك المزنِ

    فما جادني إلا عبوس من الدجنِ

    فليت فمي إن شاء سني تبسمًا

    فم الطعنة النجلاء تدمي بلاسنِ

    ويقول شاعر آخر في الدجن الذي يغطي الشمس: "أبوتمام":

    من القوم الكرام وهم شموسٌ

    ولكن لا توارى بالدجونِ

    أما علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فيقول:

    وأعرض نقع في السماء كأنهُ

    عجاجةُ دجن ملبس بقتامِ

    وعن المرجحنات:

    (وهي من الأسماء الطريفة للسحاب ومرجحنات الغمام هي السحب الثقيلة المحملة بالمياه، ومثلها كذلك الدوالح والدوالح هي السحب الثقيلة التي تمر بتثاقل لأنها محملة بالماء وفي وصف هذا النوع من السحاب وما شابهه) يقول ذو الرمة:

    سقى دارها متمطرٌ ذو عقارةٍ

    ركامٌ تحرى منشأ العينِ رائحٌ

    هزيمٌ كأنَّ البُلقَ مجنوبةً به

    يُحامين أمهارًا فهن ضوارحُ

    وإن فارقتهُ فُرَّقُ المزُنِ شايعت

    به مرجحناتُ الغمامِ الدوالحُ

    أما النابغة الذبياني فيقول في النوع نفسه من السحاب:

    وكلُّ ملث مكفهر سحابهُ

    كميش التوالي مرثعن الأسافل

    إذا رجفت فيه رحى مرجحنةٌ

    تبعقَ ثجاجٌ غزير الحوافلِ

    وكما أشار ذو الرمة فيصف النابغة الملث وهو المطر الدائم الذي يستغرق أيامًا والمرثعن هو المطر المستمر والذي يجود بغزارة. وتبعق هنا انبعج بالمطر الغزير والحوافل هي الغيوم المحملة بالماء ومثلها الدوالح في شعر الرمة، والذي شبه الغيوم بالمهار الضوارح حيث يضربن بأرجلهن فيستبين بياض بطونهن وكذلك إذا برق استبان بياض الغيوم.

    وعن العراص:

    (وهي الغيم كثير البرق والعراص من السحاب ما اضطرب فيه البرق وأظل من فوق فقرب حتى صار كالسقف ولا يكون إلا ذا رعد وبرق وقال اللحياني: العراص هو السحاب الذي لا يسكن برقه) يقول ذو الرمة يدعو لدار مية بالسقيا من سحاب حالك النضد متراكم فوق بعضه وعراصًا ذو برق ورعد:

    يا دارَ ميةَ بالخلصاءِ فالجردِ

    سقيًا وإن هجتِ أدنى الشوقِ للكمدِ

    من كل ذي لجبٍ باتت بوارقهُ(1)

    تجلو أغر الأعالي حالِكَ النضد

    مجلجلَ الرعدِ عراصًا إذا ارتجست

    نوء الثريا به أو نثرةُ الأسدِ

    وفي موضع آخر يصف العراص بقوله:

    يرقد في ظلِّ عراصٍ ويطردهُ

    حفيف نافجةٍ عثنونها خصب

    وكذلك في قوله:

    أودى بها كل عراص ألث بها

    وجافلٌ من عجاج الصيفِ مهجوم

    وعن الرباب: (وهي السحب المحملة بالمياه وحركتها بطيئة نظرًا لثقل السحاب الأم وبطء سرعتها وهذه الحالة كان لها عند العرب شأن كبير لأنها وردت كثيرًا في أشعارهم وأقوالهم، والرباب اسم يطلق على السحب الركامية الممزقة والشبيهة بالنعام المعلق أو يمكن تسميتها الهدِب) يقول الأخطل:

    وإني الرباب إذا ارتجت حواملهُ

    بالماء سدَ فروج الأرض واحتفلا

    فبات مكتليًا للبرقِ يرقبهُ

    كليلة الوصب ما أغنى وماعقلا

    وبات في حقفِ أرطاةٍ يلوذ به

    إذا أحس بسيل تحته انتعلا

    كأنه ساجدٌ من نضح ديمته

    مسبحٌ قام نصف الليل فابتهلا

    ويقر بنا الأغشى أكثر من تشبيه السحاب بالنعام المعلق ويقول:

    يا هل ترى برقًا على الجبلين يعجبني إنحيابه

    من ساقط الأكناف ذي زحلٍ أرب به سحابه

    مثل النعام معلقًا لما دنا قردًا دبابه

    ويصف عبيد الرباب بأنه غيم ساقٍ ذو برق وإن كان أبيض بقوله:

    سقى الرباب مجلجل

    الأكناف لماعٌ بروقه

    جونٌ يكفكفه الصبا

    وهنا وتمريه خريقه

    مرى العسيف عِشاره

    حتى إذا درت عروقه

    ودنا يضيء ربابه

    غابًا يضرمّه حريقه

    وعن الخال: (وهي الغيم والسحاب المخيل أو المخيلة التي إذا رأيتها حسبتها ماطرة، والمخيلة هي السحابة، وفي لسان العرب: قد يقال للسحاب الخال فإذا أرادوا أن السماء قد تغيمت قالوا قد أخالت، وأخيلت السماء: تهيأت للمطر فرعدت وبرقت فإذا وقع المطر ذهب اسم التخيل).

    أنشد ابن بري لشاعر:

    باتت تشيم بذي هرون من حضنٍ

    خالاً يضيء إذا ما مزنه ركدا

    ــــــــــــــــــــ

    (1) البوارق: هي السحب كثيرة البرق والرعد ولكنها ماطرة
    .

  2. #2
    ... V I P...


    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    مع زوجي :)
    المشاركات
    5,523
    معدل تقييم المستوى
    6

    افتراضي

    الـحـورآء :)

    رآئــعه دوما بأطروحـآتــك

    لاجديد سوى مزيدا من التميز

    موضوع داعب أفكاري واثار اعجابي

    &
    &
    &

    ودي ووردي

  3. #3
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المشاركات
    13,511
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    معلومات رائعة ومع الشواهد الشعرية القديمة

    وأظن أن الديمة هي صفة المطر الهاطل في هدوء لساعات مستمرة

    وهو أحلى شئ

    طبعا


    تحياتي لك يا حوراء


    ظميان غدير

  4. #4
    .. طُهر السماء } ~
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الدولة
    { شموٍخ عـٍـٍـٍــزي ~
    المشاركات
    19,821
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي

    تسلمي حواء

    الصــــــــــــــــــــراحــــه

    معلوماتك مفيده اول مره اتعرف

    علا انـــــــــواع الغــــــــــــيوم واسمائهـــا


    مشكوره

    ******************

  5. #5
    كبآآر الشخصيآت

    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    عـا ( الأحاسيس ) لـم
    المشاركات
    39,241
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    معلومات جميلة وبصراحة في بعضها جديد علي

    الحوراء بنت نجد

    لاهنتي على ما قدمتيه لنا دايما راقية بأطروحاتك

    ربي يعافيك ويحفظك

    دمتي بخير

المواضيع المتشابهه

  1. أفضل 20 قصيدة حب في الشعر العربي
    بواسطة ظميان غدير في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 02-03-2010, 01:11 AM
  2. بعض عجائب الشعر العربي الجميل
    بواسطة مجنون الريم في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 17-02-2007, 03:56 PM
  3. غرائب الشعر العربي الجميل
    بواسطة حموده في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 31-01-2007, 10:57 PM
  4. بعض عجائب الشعر العربي الجميل
    بواسطة al-shmaly في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20-10-2005, 02:04 AM
  5. عجائب الشعر العربي
    بواسطة أحلى غرور في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-06-2005, 04:35 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •