ايها المصاب الكسير ..ايها المهموم الحزين..ايها المبتلى ..
ابشر ..وابشر ..ثم ابشر ..فان الله قريب منك ..
يعلم مصابك وبلواك..
ويسمع دعاائك ونجواك ..فآرسل له الشكوى..وابعث اليه
الدعوى..ثم زينها بمدااد الدموع..
وابرقها عبر بريد الانكسار..وانتظر الفرج..فإن
رحمة الله قريب من المضطرين..
وفرجه ليس ببعيد عن الصادقين..
وصفه للقضاء على الحزن ...
يحكى أن سـيدة لديها ابن وحيد
فجــــــأءالمــــوت من ابنها...
حزنت السيدة لموت ولدها حزناً شديداً ، وذهبت إلى حكيم
طلبت منه أن يخبرها بوصفة تمكنها من استعادة ابنها مهما
كانت تلك الوصفة ...
أخذ الشيخ الحكيم نفسا عميقا وشرد بذهنه ثم قال:
حسناً احضري لي حبة خردل واحدة بشرط أن تكون
من بيت لم يعرف الحزن مطلقاً ...
فرحت السيدة وبكل همة أخذت تدور على بيوت القرية
كله وتبحث عن هدفـها حبة خردل من بيت لم يعرفالحزنمطلقا ...
طرقت السيدة بابا ففتحت لها امرأة شابة فسألتها السيدة
هل عرف هذا البيت حزنا من قبل؟
ابتسمت المرأة في مرارة وأجابت وهل عرف بيتي هذا إلا
كل حزن؟
و أخذت تحكي لها أن زوجها توفى منذ سنة وترك لها أربعة
من البنات والبنين ولا مصدر لإعالتهم سوى بيع أثاث الدار
الذي لم يتبقى منه إلا القليل ...
تأثرت السيدة جدا وحاولت أن تخفف عنها أحزانها وبنهاية
الزيارة صارتا صديقتين ولم ترد أن تدعها تذهب إلا بعد
أن وعدتها بزيارة أخرى ، فقد فاتت مدة طويلة منذ أن
فتحت قلبها أحد تشتكي له همومها ...
وقبل الغروب دخلت السيدة بيت آخر ولها نفس المطلب
ولكن الإحباط سرعان ما أصابها عندما علمت من سيدة
الدار أن زوجها مريض جدا و ليس عندها طعام كاف
لأطفالها منذ فترة وسرعان ما خطر ببالها أن تساعد هذه
السيدة فذهبت إلي السوق واشترت بكل ما معها من نقود طعام
و بقول ودقيق وزيت ورجعت إلي سيدة الدار وساعدتها
في طبخ وجبة سريعة للأولاد واشتركت معها
في إطعامها ثم ودعتها على أمل زيارتها في مساء اليوم التالي ...
وفي الصباح أخذت السيدة تطوف من بيت إلي بيت تبحث عن
حبة الخردل وطال بحثها لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت
الذي لم يعرف الحزن مطلقا لكي تأخذ من أهله حبة الخردل ...
ولأنها كانت طيبة القلب فقد كانت تحاول مساعدة
كل بيت تدخله في مشاكله وأفراحه وبمرور الأيام
أصبحت السيدة صديقة لكل بيت في القرية ، نسيت تماما
إنها كانت تبحث في الأصل على حبة خردل من بيت لم يعرف
الحزن ذابت في مشاكل ومشاعر الآخرين ولم تدرك قط إن
حكيم القرية قد منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن
حتى ولو لم تجد حبة الخردل التي كانت تبحث عنها ...
الوصفة السحرية قد أخذتها بالفعل يوم دخلت أول بيت
من بيوت القرية
فرحاً مع الفرحين وبكاءً مع الباكيين
ليست مجرد وصفة اجتماعية لخلق جو من الألفة والاندماج بين
الناس إنما هي دعوة لكي يخرج كل واحد من أنانيته وعالم
ه الخاص ليحاول أن يهب من حوله بعض المشاركة التي تزيد
من بهجته في وقت الفرح وتعزيه وتخفف عنه في وقت الحزن
إلي جانب أن هذه المشاركة لها فائدة مباشرة عليك ليس
لأنها ستخرجك خارج أنانيتك ولا لأنها ستجعل منك شخصي
ة محبوبة إنما لأنها ستجعلك إنسانا سعيدا أكثر مما أنت الآن
عظماء التاريخ..
كان لكل واحد منهم مأساة ومع ذلك برعوا في إختراعات
خدمت الانسانيه على مدى العصور
وإتخذوا من مأسيهم سلماً للصعود والشهرة
!! .. همسه لمن أحبهم .. !!
تذكر دائماً وانقشها على قلبك ..
مادمت حياً كن لله كما يريد .. يكن لك فوق ماتريد ..
الكل يريدك لنفسه الإ الله يريدك لنفسك ...
اعلم أن كل ما يصيبك في دنياك له حكمة ربانيه
انظر في ماضيك، فستجد ان اغلب مصائبك قد غيرت
مجرى حياتك للأفضل
مواقع النشر (المفضلة)