قال تعالى 'المال والبنون زينة الحياة الدنيا' وهذا يدل على ان مشاعر الأمومة وحب الأبناء هي من اسمى المشاعر لدى حواء فمن لا ترغب ان تكون أما وتعيش مع هذه المشاعر؟
أعتقد ان هذا امر مستحيل ولا يتقبله عقل، فالمرأة التي حرمت من نعمة الإنجاب تحس بنقص كبير وفراغ عميق، فالرغبة بالأمومة والإنجاب مزروع في نفوسنا، وتعد الأمومة من أجمل وأعذب التجارب التي تمر بها المرأة في حياتها، وهي بمنزلة اكتمال دائرة الأنوثة بالنسبة إليها كما انها مشاعر فطرية في كل أنثى ابتداء من فترة الطفولة حيث نلاحظ الفتيات الصغيرات يلهون بالعرائس ويقمن بما تقوم به أمهاتهن لهن ولكن بشكل طفولي وعفوي مما يؤكد فطرية هذه المشاعر، فالمرأة بفطرتها تشعر بحاجتها إلى الأمومة وهذه المشاعر مهمة وضرورية لاستمرار الحياة الإنسانية وإن دافع الأمومة الذي يتمثل في الحب والحنان والتعاطف والقلق والاهتمام الذي تبديه الأم نحو طفلها يكاد يكون سلوكا عاما وهو ملاحظ عند جميع الأمهات تقريبا، والمرأة التي حرمها الله عز وجل لحكمة ما من شرف الأمومة نراها تحاول تعويض هذا النقص في الأطفال القريبين منها والبعيدين عنها حتى انها احيانا تكون أحن عليهم من أمهم الحقيقية، وقد مر علي الكثير من القصص لبعض الرجال الذين توفى الله زوجاتهم ولديهم أطفال صغار وقد تزوجوا بنساء لا ينجبن وقمن بتربية الأطفال على مكارم الأخلاق، ومن جانب آخر نرى ان المرأة التي لديها أطفال قد لا تحس بمثل هذه المشاعر الجياشة والحنان تجاه أبنائها وأحيانا لا تقدر هذه النعمة العظيمة ألا وهي الأبناء بقدر هذه المرأة العاقر التي تدعو كل يوم ليرزقها المولى عز وجل بالأطفال فهي تحمل بداخلها مشاعر الأمومة وحبا كبيرا تنتظر ان تفرغه لطفلها الصغير الذي لم ير النور فمن وجهة نظري الشخصية أرى ان المرأة التي لا تنجب تقدر نعمة إنجاب الأبناء ومشاعر الأمومة بشكل كبير قد يطغى أحيانا على هذه المشاعر نفسها لدى النساء اللاتي تمتعن بهذه الهدية من الله تعالى مما يجعلنا نردد بكل إيمان 'حكمتك يا رب'.
وهناك أمهات لا يستحققن أن يكن أمهات لأنهن يقتلن الطفولة، بشدة عنفهن وقسوتهن التي تفوق قسوة الرجل. والأغرب والأدهى ان هناك أمهات يقتلن أطفالهن بأيديهن، ونسمع حكايات عجيبة بل لا تدخل العقل ان اما ولدت ابنا ورمته بسلة المهملات او بالمرحاض او وضعته عند باب المسجد او باب المستشفى او غيره.
أين معاني الأمومة من هذه الأم إنها مجرمة بكل ما تحمله الكلمة من معاني الإجرام، لأن القطة وهي حيوان لا يفقه ولا يعي لم تلق بصغارها بل تحملهم بأسنانها من مكان إلى آخر وتهاجم من يقترب من صغارها، او هذه الدجاجة التي تنقض عليك لو حاولت المساس بأحد كتاكيتها.
إنه لأمر غريب ان يصير عالم الحيوان اجمل وأروع من عالم الإنسان، وان تصير معاني الأمومة اكثر عطاء واكثر تعبيرا عند الحيوانات، ونحن بني البشر فقدنا كل المعاني الجميلة حتى صارت الأمومة تباع وتشترى.
مواقع النشر (المفضلة)