شاب يشنق نفسه من أجل حبيبة العمر
سافر الحبيب المصدوم الي الاسكندرية بعد أن استقل القطار السريع وعلي وجهه علامات الشر وغضب الله عليه وعصبي المزاج يتفوه بألفاظ نابية علي أقل سبب.. وبمجرد أن هبط رصيف محطة سكة حديد الاسكندرية لم يذهب الي فندق أو الي شقة للإقامة بها إنما قادته أقدامه الي شاطيء المنتزه وجلس علي الرمال ليسترجع ذكرياته مع محبوبته الجميلة بعد قصة حب طويلة..
الجو كان بارداً.. لا يوجد علي الشاطيء أفراد أو رواد كما يحدث خلال شهور الصيف.. أخذ مكاناً منزوياً علي جانب الشاطيء وجلس بملابسه الأنيقة علي الرمال ممسكاً بالرمال ودموعه تسيل علي خديه في مشهد محزن ودون أنيشعر به المارة علي كورنيش الاسكندرية او الباعة الجائلين.. بكي بعنف بصوت مرتفع علي فراق الحبيبة.
تذكر أيام العشق الجميلة أمام عينيه وكأنها شريط سينمائي يحمل الكثير من الأحداث الساخنة.
ومع الساعات الطويلة التي قضاها علي شاطيء المنتزه لم تهدأ نفسه إنما راح يبكي بعنف أكثر وأكثر حتي وصل الي قوله.. اليوم.. ستتزوج من آخر، ومن هو الذي اختارت ان يكون زوجها.. تصوروا.. انه صديقي.. صديق عمري... والأغرب أن أهلها باركوا هذا الزواج وكانت الطامة الكبري أنها هي الأخري قد وافقت ولم ترفض هذه الزيجة.
هب الشاب نبيل واقفاً علي قدميه بصعوبة بالغة وهو يسمع أصوات الأمواج العاتية.. باع عقله الذي ارتمي في أحضان عواطفه الجياشة وسيطرة الذكريات الجميلة تحركه وقرر في لحظة شيطانية ان حياته لم يعد لها وجود بعد أن باعته حبيبته بعد أن أصبحت في أحضان صديقه... الحياة أصبحت بلا معني لا قيمة للعيش بعيداً عن حبيبة القلب.
انصرف وعيناه تودع الشاطيء قرر ألا يعود الي القاهرة.. إلا جسدا بلا روح.. سوف يودع الحياة لأنه فشل في أن يحياها وحيداً.. الليل قارب علي الانتهاء ولابد أن يغادر الشاطيء البرد بدأ يخترق جسده.. انصرف متردداً وسار بضع دقائق علي كورنيش الاسكندرية.. التعب ألم بجسده بعد أن اهتز بشدة... وقعت عيناه علي سمسار شقق مفروشة... ذهب إليه.. طلب منه تأجير شقة تطل علي البحر.. وفي دقائق كان السمسار يفتح له الباب ليدخل وأغلقه خلفه.. انصرف السمسار.. دارت الدنيا بالشاب نبيل.. لا يدري ما يفعل.. هرع الي البلكونة.. جلس يجتر الذكريات... قرر أن ينهي حياته التي أصبحت في ظنه أنها لم تعد تصلح له أو ترحب به... استدار الي داخل الشقة.. وعاد ليجلس مرة أخري أغمض عينيه.. صورة حبيبته لا تفارقه.. نهض مسرعاً الي غرفة النوم جذب ملاءة السرير.. صنع منها مشنقة لنفسه... بعد أن استخدم كرسياً... ووضع رقبته داخل المشنقة وهو ينظر الي أمواج الاسكندرية العاتية أطاح بالكرسي الذي كان أسفل قدميه ويلفظ أنفاسه التي كانت مليئة بزفرات الألم من جراء فراق الحبيبة بعد أن كتب في سطور رحلة الموت منذ ركوبه القطار حتي الشنق... طال غيابه فقام السمسار بطرق الباب عليه أكثر من مرة وعندما يئس من العثور عليه او مقابلته حطم باب الشقة ليجد المأساة وأسفل الكرسي.. الورقات التي سجل فيها المأساة ورسالة الي حبيبته التي اتهمها بالخيانة والغدر وقلة الوفاء.. أمرت النيابة بتشريح الجثة والتصريح بدفنها.
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)