تـوضــأ قـلـبـي بـمــاء الـهــوى
وأدّى لـحـبّـك فـــرضَ الـجــوى(1)
وأتعـبـه يــا هـويـف َ اشـتـيـاقٌ
يـزيـد ُ اتـقـادا لـطــول الـنــوى(2)
لقـد زعمـوا أنّ فـي الـكـيّ طـبّـاً
فمالـي عليـلاً و قلبـي اكـتـوى ؟
لعينـك ضوَّعـتُ شعـري أريـجـا
يـطـيّـب داراً و يـغــري الـشــذا
أهيـفُ أتــاكِ النسـيـبُ (3)بعـطـري
وقـــد حَـسَـدَتـك عـلـيـه الـنـسـا
فـهـلا سـتــرتِ فـــؤاداً تـعــرّى
وألبـسـه البـعـد ثـــوب الـضـنـى
و هلاّ صببت بكأس ِ اصطبـاري
شـراب َ ارتياحـي وخمـر الهـنـا
أنـا مـن علـمـت ِ فــإن تجهـلـي
سلي عن خصالـي تجبْـك السمـا
أنـا سيـدٌ يقتـدي بـي الصـحـاب
و تخـطـب ودي وفــود الـنــدى
أطحـتُ بـصـارمِ جــودي َ بـخـلا
و روحـي أجابـت نــداءَ الــردى
لــذا وهبتـنـي الـحـيـاة حـيـاتـي
لأنــــي الــفــداء وروح الــفــدا
عـرفـت المحبـيـن والمبغضـيـن
كـمـا تعـرفـيـن الـهـنـا والـشـقـا
فــمــا غــرنـــي ودّ هـــــذا وذا
ومــا ضـرنـي بـغـض هـــذا وذا
ومبتـدع لسـت ُ أنـسـخُ غـيـري
وينسـخـنـي مــــن أراد الــعــلا
أنـــا شـاعــر لــســنٌ يـنـتـشـي
بلفظـي القصـيـد ُ فيحـلـو الغـنـا
فـلا تجحـدي يـا هويـفـاءُ مثـلـي
وهيا اسكبي الشهـدَ عنـد اللقـى
ولا تصبحي مثـل أخـرى كنـود ٍ(4)
بـمـا أنكرتـنـي وفـيــضَ الـعـطـا
ولا تصبحي مثل أنثى السعال ِ
تــكــحُّ عـلـيـنـا كـثـيــر الـخـنــا(5)
تعجـبّـت مـــن طـــول إنـكـارهـا
فـإن أرم تمـراً رمـت ْ بالحصـى
أبـتْ أن تخـطّ اعترافـا بفضـلـي
فـعــدتُ أخـــطَ لـهـيـبَ الـهـجــا
فــتــبّــاً لـــهــــا و لأفـعــالــهــا
فـقـد حمـلـت حطـبـاً مــن جـفــا
غـبــيــة عــيـــن ٍ و نــائــمــة ٌ
لـهـا عـصـبٌ بالـبـرود اكتـسـى
(1)الجوى : حرقة القلب من حزن او عشق
(2)النوى : البعد والفراق
(3)النسيب: شعر الغزل العذري
(4)كنود: الكافر بالنعمة
(5)الخنا : الفحش
شعر :
ظميان غدير
مواقع النشر (المفضلة)