كثيراً ما يحدث، حينما نخلد إلى النوم ليستريح الجسد من عناء وأعباء اليوم، أن نفتح الستار على العديد من الأسئلة والاستفسارات التي ترد الى الذهن مثل، ما الذي فعلت؟ وكيف حدث؟ وأتمنى أن.. ونقوم بتفريغ صندوق الذاكرة على شكل مجموعة من الأفكار التي نتأمل تنفيذها أو مراجعة الأفعال التي قمنا بها، وكذلك المشاعر التي نخزنها والأمنيات التي نرجو تحقيقها وحتى المشكلات التي أثقلت كاهلنا ولم نجد لها حلاً أو تفسيراً، ويدور شريط الأحداث والوقائع أمام أعيننا، نستوقفه حيناً أو نمرره سريعاً في حين آخر استجابة لرغباتنا وندائنا الداخلي.
يميل كثير منا في تلك اللحظة الى تسليط الضوء على همومه ويصبح أكثر شفافية في استيضاح وتفكيك الأجزاء المعقدة لموضوع ما، في هذه الحالة يعمل العقل عمل المنشور في تحليل الأمور بزوايا واتجاهات مختلفة توارت عنا إبان حدوثها، نتيجة هيمنة المؤثرات الخارجية والتي تعمل بدورها أحياناً على تعكير صفو الحياة وتسبب التشتت وعدم القدرة على تفهم ماهية الأحداث على الوجه الصحيح.
وقد يستعيد بعضنا لحظات كانت قد لعبت دوراً كبيراً في إدخال الفرح والبهجة إلى النفوس ويفضل أن يتعايش معها حتى بعد مضيها ويحركها بطيئة على شاشته الطيفية المؤقتة ليستمتع بها ويتذوق حلاوتها مرة أخرى.
إذن فالإصغاء إلى الذات هو فن من الفنون ربما يفتح المجال لآفاق أرحب ورؤى وتحديات مستقبلية مقرونة بالإصرار على تنفيذها، كما يصدف احياناً أن نجد الحلول لعوائق وعقبات كنا قد تعثرنا بها، ويوماً ما كان كل ذلك قد تحقق لمجرد أننا استمعنا إلى ذاتنا.
مواقع النشر (المفضلة)