إذا بدأ المرء يصفق بيديه ، فذلك يعني انه أثبت أحقيته بكونه إنساناً لا حيوانا دأبا .. هذه واحدة.
وتمر علينا ساعات نقضي بعضها في المطاعم أو المقاهي استرواحاً ، أو لأمور نحتاجها ، فالنداء الذي نعرفه لمناداة السعاة والخدم في المقاهي أو المطاعم ، هو أن يصَفِّق ، وتنقضي أغراضنا جميعها. وهذه ثانية.
وقد يمرُّ بنا موكب أمير البلاد وهامة كيانها ، فنصفِّق له بحدة ، وإن خاطبنا تقطعت أيادينا صفقة له ، إعجاباً به ، أو تعجباً منه ...!!. هذه ثالثة.
ولكن .. كيف يفسر العقل البشري البسيط موقفاً لشخص كان يجلس قبالة مقهى أو مطعم ، ثم فجأة جاء موكب أمير البلاد زاحفاً أمام ذلكم المطعم ، وهذا المرء بدأ يصفِّق؟ أين تتجه صفقته؟ هل إلى الساعي ليحضر له مطعوماً أو مشروباً أم إلى الأمير تقديراً له؟
والواقع لن يرضى أن يتقاسم ساعي المقهى وأمير البلاد هذه الصفقة .. إذ فرق متسع بينهما ، و أخدود يفصل بين مركزيهما..
الأمر في حدود البساطة الدنيا .. لأن الأمير تلفت نظره الصفقة الجماعية حتى ليكاد يرقص معها ، بينما نجد أن الصفقة الجماعية تؤذي الساعي وتشتت عليه الاتجاهات ، ولن يقوى على تنفيذ أي طلب زائر..
ولو كان أمير البلاد نفسه ضمن مَنْ يصفقون يطلبون من الساعي الحضور.