ليلة فرح علمتنا دروسا في الأخلاق " ابراهيم الشدي "
من ارشيف : ابراهيم الشدي
السلام عليكم
تنويه :
الماده تم نشرها في جريدة اليوم قبل فتره " للمناقشه "
في نقاط الموضوع.
تحياتي
00000000000000000000000000000000000000000000000000 000000000000
جريدة " اليوم " السعوديه
ليلة فرح علمتنا دروسا في الأخلاق
* ابراهيم بن صالح الشدي
في مساء يوم الخميس الموافق 16/6/1424هـ كنت أنا وابني الأكبر صالح في احدى صالات الأفراح الواقعة بالقرب من هجرة الراجحة التابعة لمحافظة بقيق، وذلك لحضور حفل زفاف أحد أصدقاء صالح فلفت انتباهي ذلك الجمع الغفير وظننت أن كل الحضور من مدينة بقيق وبعض هجرها، وحين التعرف على بعض الحضور، أدركت أن هذا الجمع معظمهم جاءوا من مناطق بعيدة عن موقع الاحتفال، فمنهم من جاء من العاصمة الرياض ومدينة رماح والخرمة والبعض جاء من أقصى الجنوب والشمال، كما ان البعض جاء من الدمام والخبر والجبيل ومحافظة الاحساء والبعض الآخر من اهالي محافظة بقيق وخصوصا المدينة حيث منزل والد العروس وعدد آخر من اماكن متفرقة لم أستطع معرفتها. والحفل بحد ذاته كان رائعا بأهله وأصحابه ويكفي ذلك الاستقبال الحار والصادق النابع من الايمان بإكرام الضيوف والقيام بتوفير كل التسهيلات، حتى وان كانت بسيطة، للعناية بالضيوف والتأكد من تلبية كل طلباتهم حتى يقضوا ليلة جميلة يشاركوا فيها العروسين فرحهما فما قيل، بالنسبة لي، أقل مما يستحقه أصحاب الحفل فهم نعم الرجال، شبابا وشيبا. والنقطة الثانية التي شدت انتباهي ذلك الرجل الطاعن بالسن والمدرك لكل ما يدور حوله والقادر على مناقشة جميع المواضيع عن علم ودراية، إلا أن شيبتنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويتحرك، بمساعدة ابنه الذي لم يفارق ظله، على كرسي متحرك وفي واقع الأمر ارتحت لما رأته عيناي من حرص واهتمام ورعاية بل وعناية ابنه الشاب (فهيد) محمد السبيعي من منسوبي الدفاع المدني بالرياض، قل ان ترى من يعمل بمثلها في هذا العصر، عصر العولمة والاستنساخ والانترنت والفضائيات، فالابن (فهيد) شاب متعلم ومثقف وفي مركز متقدم في عمله وأشغاله ومشاغله كثيرة لكن لم يجعل هذا عذرا للتملص من خدمة والده ولم يتركه لأحد اخوانه الذين لا نشك في تقديرهم وحبهم واهتمامهم بوالدهم، أو الأسهل من ذلك استقدام أحد العمال من شرق آسيا أو غيرها، وأظنه قادرا ماديا على استقدامه ودفع مرتباته، كما يفعل البعض هدانا الله واياهم الى الطريق الصحيح. بل شاهدت بعض الحالات في احدى دور العجزة، لمن رماهم أبناؤهم فيها، أشد وأقوى من الناحية الجسمية والصحية من والد (فهيد) الذي لم أعرفه قبل تلك الليلة وفي صالة الأفراح.
والنقطة الثالثة هي: ذلك الاحترام المتبادل بين الآباء والأبناء وبين الحاضرين أنفسهم، فقلما تسمع صرخة او اصواتا عالية في القيام بخدمة الضيوف بل تتم العملية من دون شعور الضيوف بذلك. وعند المغادرة، التف الجميع حول ضيوفهم لتوديعهم وغادرت المكان وكلي فخر واعتزاز بمعرفة ابني لمثل هؤلاء الشباب، الذين نجد أمثالهم في جميع مناطق بلادنا الحبيبة لذلك تداولنا في طريقنا الحديث حول ما شاهدناه من كرم وحسن ضيافة واستقبال حار كذلك طيبة أصحاب الفرح وجميع الحضور وتحليهم بالأخلاق العالية والكياسة في جميع أعمالهم أثناء وبعد انتهاء الفرح.
أتمنى أن تكون جميع أفراحنا بهذا الشكل وأحسن خصوصا في تلبية الدعوة ولم الشمل ومرافقة الأبناء لكبار السن والعناية بكل شؤونهم من غير حرج من أي انسان، بل ان الحرج حين تركهم من دون اهتمام ولا مراقبة كما ان على الآباء التعرف على أصدقاء أبنائهم لما في ذلك من فوائد كثيرة وسعادة للآباء حين يعرفون الصديق الجيد وطبيعة الأقران الذين يخالطهم أبناؤهم.
*ابراهيم بن صالح الشدي
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احــب الــحــب
مواقع النشر (المفضلة)