بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاتستغربوا من العنوان
إني فعلاً أتمنى عودة رمضان
أعلم أننا الآن نعيش أيامه الفضيلة المباركة
ولكن أتمنى عودة رمضان القديم
أذكر رمضان في طفولتي
كنت قبل آذان المغرب أركض لـ بيت جدّي الذي كان يصدح كل يوم بـ الآذان إعلاناً لـ الناس بـ إنتهاء فترة الصوم ،، و قد بدأ وقت الأكل ...
كان هذا هو رأيي في رمضان في صغري
المهم
كنت أركض لـ بيت جدي وانا أحمل في يدي الصغيرة كرتين من قصدير ،، بداخل كل واحدة سبع تمرات ،، ألتقي بـ جدي رحمه الله في الطريق ونذهب سويةً إلى المسجد
يأذن في الناس بـ آذان المغرب ،، فـ أناوله كرته ويفتحها ،، ثم يسمي بـ الله ويشكره ويثني عليه أن بلغه هذا اليوم من رمضان ثم نفطر على سبع تمرات ويذهب جدّي إلى برّادة المسجد ،، ويحضر كوبين من الماء ،، كوب لي ،، وكوب له ..
ما ألذ ذلك الفطور رغم بساطته ...
أعود راكضاً إلى المنزل ،،، لـ أجد أهلي بعد فراغهم من الصلاة قد تسمّروا أمام التلفاز في انتظار ذلك الشيخ الطاهر ،، صاحب الوجه المنير ،، الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله وبرنامجه الذي أحبه الكبار والصغار (( على مائدة الإفطار )) ،، لـ نضحك على قصصه ونستفيد منها ديناً ودنيا
وبعد ذلك نجتمع على مائدة بسيطة مكونة من ثلاث مواد رئيسية
شوربة ،، سمبوسة ،، لقيمي <<< كما كنت ولازلت أسميه : ) ،، أي لقمة القاضي
وبعض الماء ،، والفيمتو والتانج واللبن
نفرغ من الفطور ونتجه لـ المسجد كلنا نصلي العشاء ومن ثم التراويح
نعود إلى البيت
ونحن فرحون بـ ذلك الجو الإيماني
بعد ذلك نفتح التلفاز لـ نرى إما مسلسلاً من إنتاج لبناني كـ مسلسل بائع الأمثال ،، أو مسلسل جحا الضاحك الباكي ،، أو مسلسلاً من إنتاج سوري مثل أبو دلامة ،، أو من إنتاج خليجي ،، كـ آخر العنقود أو عش الزوجية أو الماضي وخريف العمر
كانت مسلسلات بسيطة
لاعبث فيها ولا فسوق
وكان في كل حلقة فائدة إما معلومة تاريخية ،، أو حكمة حياتية ،، او معلومة عامة ،، وإن لم يكن لا هذا ولاذاك كانت توجد المتعة الحقيقية في المشاهدة والبساطة
ولا أنسى طبعاً فوازير رمضان لـ الكبار
التي كان يقدمها آن ذاك المذيع سلمان الخضير ثم بعد ذلك قدمها المذيع سليمان العيدي
ولا أنسى أيضاً برنامج المسابقات حروف والسبيكة الذهبية واللونين الأخضر والأحمر
الذي كان يقدمه المذيع المشهور ماجد الشبل شفاه الله وجعل مصابه طهوراً له
آآآه على أيامك يارمضان
أجواء إيمانية ،، وفائدة في كل شي حتى في مسلسلاتك التي تعد خصيصاً لك مع احترام خصوصيتك وفضلك وخيرك
اما الآن
رمضان المسلسلات وسباق القصص والضرب والبكي والنواح الذي لافائدة منه ولا طائل غير الفتنة
وسباق في لبس القصير ونفخ الشفاه ونفخ أشياء أخرى لا أحبذ ذكرها ..
ملهيات ألهتنا عن ماهيّة رمضان الحقيقية
وعن حرمته وعبادته وفضله
رمضان بـ أي حال جأت يارمضان ؟!!
كم أتمنى أن يعود رمضاني الذي أعرفه وكرة القصدير التي أحملها فرحاً
رمضاني الذي أعرفه وأعرف الناس فيه خاشعين قارئين لـ القرآن بسطاء في كل شيء
وكم يثقل علي ما أراه اليوم بين الناس من تلاهي وتفاني في تضييع ذلك الخير الذي يحمله هذا الشهر
ألا ليت رمضان يعود يوماً ....
ودي لـ الجميع $222
مواقع النشر (المفضلة)