عتبة بن غزوان صحابي جليل وأحد الرماة الافذاذ الذين ابلوا في سبيل الله بلاء حسنا، هاجر الى الحبشة في المرة الثانية، لكنه سرعان ما رجع ليبقى بجوار الرسول حتى حان موعد الهجرة الى المدينة، فهاجر مع المسلمين، وظل رافعا سلاحه مع الرسول في كل لقاءاته مع المشركين لا يتخلف عن جهاد، او يتكاسل عن معركة.
وبقى عتبة بعد وفاة النبي مجاهدا في سبيل الله، فقد ارسله امير المؤمنين عمر بن الخطاب الى ارض البصرة لقتال الفرس في الأبلة، ومضى عتبة بجيشه اليها، والتقى باقوى جيوش الفرس، ووقف عتبة امام جنوده حاملا رمحه بيده، وصاح: الله اكبر، وما هي الا جولات مباركة حتى استسلمت الابلة، وتحرر اهلها من طغيان الفرس.
وبعد فتح الابلة، اسس عليها عتبة مدينة البصرة، وبنى فيها مسجدا كبيرا، وظل عتبة - رضي الله عنه - واليا على البصرة حتى جاء موسم الحج، فخرج حاجا بعدما استخلف المغيرة بن شعبة على البصرة، ولما فرغ من حجه، سافر الى المدينة، وطلب من امير المؤمنين عمر ان يعفيه من الامارة، ولكن امير المؤمنين رفض ان يعفيه منها، ولم يكن امام عتبة الا الطاعة، فأخذ راحلته ليركبها راجعا الى البصرة، واعتلى ظهرها، ثم دعا ربه قائلا: اللهم لا تردني اليها.
فاستجاب الله دعاءه، فسقط من على راحلته، فمات وهو في طريقه بين مكة والبصرة، وكان ذلك سنة 17ه.
مواقع النشر (المفضلة)