بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي عادة قد يستغربها البعض...
وهي أني في كل يوم تقريباً أصعد إلى سطح المنزل ومعي بساط ودلة من القهوة ((( أنا مدمن قهوة ))) وقليل من التمر فافرش بساطي وأنظر إلى السماء وأتفكر في كل شيء وأعيد شريط يومي ماذا فعلت وماذا لم أفعل وكيف كان هذا وما إلى ذلك من تفاكير غبية ....
وبالأمس بعد موقف حصل معي فكرت في الغرور والتكبر و (( رفعة الخشم )) فنظرت إلى ضدها وهي البساطة.....
البساطة في كل شيء ...
في التعامل وفي الكلام وفي المأكل والمشرب وفي الهدايا والعطايا وعدم التكلف...
فكم كان نبينا عليه الصلاة والسلام بسيطاً في ملبسه ومشربه حتى في دعوته...
وكم كان صحبه كذلك،، وكلنا نعرف قصة عمر وثوبه ذي البضع وثمانين رقعة وهو أمير المؤمنين...
وكم كان آبائنا وأجدادنا بسطاء في تفكيرهم وفي تعاملهم ...
عفويين جداً لدرجة الفطرية التي باتت نعتبرها اليوم سذاجة وحماقة...
فلماذا نحن اليوم متكلفين جداً في كل شيء...
أهو حباً في المظهر والمظاهرة ومناكشة الغير؟؟؟!!!
أم هي عادة اعتدنا عليها؟؟؟!!!
حتى في أغاني زمان (( رغم أني تركت سماع الأغاني منذ فترة )) ،،، كانت الشحرورة صباح تغني وتقول :
عالبساطة البساطة
ياعيني عالبساطة
بنتغدا جبنة وزيتون
وبنتعشى بطاطا
أما بالأمس القريب سمعت أغنية في أحد المحطات التلفزيونية كدت أموت ضحكاً منها،،وكانت الأغنية تقول إن لم تخني الذاكرة:
حبيبتي هيا هيا
مشيتها امبرياليا
هههههههههههههههه
فمادخل الامبريالية في أسلوب المشي وطريقته
ألهذا الحد وصلت السذاجة في المطربين والشعار عفواً أقصد المتطربين والمستشعرين؟؟!!!
ماهذه السذاجة
وماهذا التكلف الأعوج الأهوج في هذه الأغنية؟!!!!!
لا أريد أن اخرج أكثر من سياق موضوعي....
ربما لم يكن هناك موضوعاً أصلاً.....
ولكن قد ضقت ذرعاً بالتكلف في هذه الحياة....
فترى أناس رواتبهم لاتتعدى ثلاثة آلاف ريال ويفصلون ثلاثة ثياب شهرياً ويشترون عطوراً بتلك القيمة الفلانية من غير الكماليات التي ليس لها أي معنى أو فائدة...
كل هذا حباً في مجاراة الغير...
وفي نفس الوقت لا ألوم هؤلاء الناس...
بل ألوم نفسي وألومك وألومها وألوم تلك الأعين التي تقذف شراراً على مثل هؤلاء الناس البسطاء.....
فنحن كبشر نرى ماعند من هو أفضل منا فنحسده....
ونرى ماعند من هو أقل منا فنحقره....
لا أعرف ماذا أكتب ولا ماذا أقول ...
ربما كتبت هذا الموضوع وكان من الأفضل ألا أكتب شيئاً قط...
ولكن كان ماكتبت فيض من غيظ ...
وسأظل أردد دائماً....
قول الشحرورة....
عالبساطة البساطة
ياعيني عالبساطة
بنتغدا جبنة وزيتون
وبنتعشى بطاطا
هذا ماكان في خاطري من نفرات وزفرات ....
وإن لم يعجبكم ماكتبت فآسف على تضييع وقتكم...
وصلى الله وبارك على عبده ونبيه وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.....
أخــــوكـــــم
(( جـــــنــــــون إنــــــســــــان ))
مواقع النشر (المفضلة)