أشعلت أول شمعة فتما يلت تهيا وصبا وفرشت غدائر نارها أوسع من حــلــم ..
وفي هالتها رأيت ماءً يتلون بـسماء ..
ونوارس البحر فاردة أجنحتها إيذان بالهبوط ..
موجـهٌ حاقدة قذفت بي إلى شاطيء مهجور يسمونه العيد ..
جوفاء كصدفةٍ غادرها ساكنها الرخو ..
أردد صوت البحر في اّذان الغرباء .
رفعت راسي أغازل نجماً تصادف مرورهُ في يوم فرحتي ..
-- هلا دللتني إلى الطريق ؟
التمع النجمُ نهاراً حتى إن احداً لم يلحظ ذلك وضاعت جرأتي سدى ..
وعلى الرمال التقينا .. لا أدري أهي محض صدفة أم تدبير صيفي ..
تعرفنا واقتربنا وتنزَهت نعم وتنزهب لا بيننا ..
وقبل أن نحسم الامر أنطفأت الشمعة الأولى ....
ونقص الشمعُ واحدة .
أشعلت أخرى أعماني وهجها ..
ثم طالت واستطالت فإذا بها شمس تميل برأسها مغناجا بين السحاب والزرقة .
رفعت ذراعي إليها وهتفتُ كطفلً حرون أحمليني ..... .... احمليني ..
لا أريد أن امشي ولا أن اصبح صبيا... أعيديني من حيث أتيت ....
أعيديني أحبو بين الأحلام الواطئة فلا أتعالى ولا أتمطى ولا أطمح ولا أشتهي ولا أرغب ولا أتثاءب .....
أعيديني هناك على ثديٍ يفيضُ بدفئه وبياضه أمنا وسكينة .....
أعيديني لكي أغفو ، فما عاد النوم وسادة ولا سريراً ..
صار النوم أرقاً مسكوناً بجسد رجل يزاحمني ضيق المكان ....
يراودني عن سري ، عن غطائي ، عن حلمي عن كوابيسي ...
أطفئي كل الشموع القادمة وتوقفي مستديرة هكذا كوجه أمي كوضح النهار ...
لا أريد أن أبقى رهينة نوم لا يصيبني بالسعار
مجلدةً مجمدةً ، نائية ، كلؤلؤة أو صدوا عليها سجن المحار
أصدري أمرك لليل يرتدع ... وأطلقيني أبوح لقصب النهر حتى يغنيني في مستقبلة الناي .
ألهبت ثالثة بزهر الكبريت فذرفت شمعها المسلول حتى ذابت وجنتاها
وغرقت في بحيرة من نفسها .... هكذا ببساطة ... هف كنهاية قصة حب .
وجاء المغيب يطوي شمعتي الرابعة ويعلق شمسها بلسانه الوردي ويحرجني
ويلفظني ويقصيني عن أفقه الأحمر ........
مواقع النشر (المفضلة)