نشأت معتدّ برأيي .. عنيد .. متشبّث بآرائي "الواضحة" .. وسط عائلة شديدة التناغم .. معتادة على الاتساق ..
يحبون ذات الأشياء .. ويكرهون ذات الأشياء .. "ظاهرياً" على الأقل ..
حتى ظهرت تلك النغمة "الناشزة" .. و نبتت بينهم هذه النبتة .. ! ( شجرة صبّار ربما :confused: )
قاتلت كثيراً من أجل استقلاليتي ..
بدأت معارك الاستقلالية حين كنت رضيع .. رفضت الرضاعة الطبيعية .. والصناعية ..
وحتى "اللهّاية" .. ربما كنت أشتهي "كبسة" ولم يفهمني أحد :confused:
وحين واجهتني أولى "مصاعب" و "مصائب" الحياة .. المدرسة : .. اضطررت لخوض معارك
جديدة ... منها "معركة" كوب الحليب وطبق البيضة المسلوقة "المشرّحة"
كنت أجلس أمامه كل صباح أتجرّع الغصص والعبرات ... وأحمل همّ "ابتلاع" صفار البيض خاصة ..
الذي يلتصق بحلقي .. وبدأت المفاوضات حتى وصلنا إلى وقف إطلاق النار ..
واقتسام البيضة بيني وبين أبي ... حيث آكل الحلقات البيضاء .. ويتكفل هو بالصُّـفر ..
مرّت الأعوام وأنا أناضل للتخلص من عبء كوب الحليب -بعد أن تخلصت من البيضة بصفارها
وبياضها- .. وتحقق الانتصار العظيم في السنة الأخيرة من المرحلة الابتدائية ...
وكنت أشعر بالزهو وأنا أسمع إخوتي يتصايحون كل صباح محتجّين : "وش حضرته؟!" ...
ثم "يقمعني" رد والدتي : "خلوكم أشطر منه" .. :12ar:
استمرّت رحلة الاستقلالية وأنا أسير على قاعدة : الصواب ما وافق عقلي واقتنعت به
والخطأ ما سوى ذلك !
ولم أعلم أن هذا الأمر سيجرّني إلى "البدعـــــــــة" !! :rolleyes:
مثلاً .. كنت أخطِّئ معلم الفقه .. لأنه قال لنا أن تسبيح الركوع هو "سبحان ربي العظيم" .. كان في
نظري لا يفقه !
لأن الصواب أن يكون تسبيح الركوع هو "سبحان ربي الأعلى" !!
بسبب أن الركوع "أعلى" من السجود .. ومضت سنوات من طفولتي كنت أصلي فيها بهذه الطريقة ..
كما شككت في عقل كل مؤذّن على وجه الأرض .. لأنهم جميعاً يثوّبون للصلاة بقولهم :
"حيّ على الصلاة .. حيّ على الفلاح" .. وكان الصواب في نظري أن يقولوا "حيّ على الصلاح"
حفاظاً على القافية !! :confused:
( أكانت "الشكليات" تشغلني؟! لعلي كنت شاعراً صغيراً ) :confused:
ومن "مصائبي" أني كنت أصلي بعد الاستحمام بغير وضوء .. من باب أن الاستحمام أفضل، حيث تُغسل
في الوضوء بعض الأعضاء أما الاستحمام ففيه غسل لسائر البدن
( الحمد لله أني هنا لم أبتعد كثيراً عن الشرع ).. :confused:
عشت تلك السنين أشبه بنخلة وسط أشجار فاكهة .. وربما سنبلة ذرة في حقل قمح ... أو حمامة تطير مع سرب من النوارس !!!
هكذا سارت حياتي ... كانت ثقتي بعقلي تفوق ثقتي بأي شيء .. حتى ارتطمت بأمور "خانني" فيها عقلي .. ولم أجد لها مسوّغاً يعينني على "ابتلاعها" .. !
ترنّح عقلي المسكين أمام "منطق" مجتمع يقاطع "النبيل" صاحب "الفولت" العالي ويهجره حين يتزوج من "مستورة" ذات فولت منخفض .. بحجة أن "لا أصل لها" .. !! :11ar:
أو أن نسبها أدنى منه .. ثم يتقبل زواج ذات "النبيل" من أجنبية قد لا تعرف من ((والدها)) ؟؟!!!!
وقف عقلي عاجزاً عن فهم "تفكير" ذلك الشخص الذي حذف من مناهجنا كل ما له صلة بالجهاد .. ليخرج لنا جيل لا يعرف معنى الجهاد الحقيقي فيسهل استدراجه لغيره !!!!
وارتبك عقلي وهو يحاول فهم ذلك المسؤول الذي أمر بتعليم "الأطفال" لغة أجنبية .. و"الكبار" لا يتقنون لغتهم الأم !!!!!
وصُعق عقلي وهو يرى بعض "المنفتحين" يدعون إلى الحوار الناضج ,والعلاقات الشريفه مع بنات الغير .. وسرعان ما تضيق صدورهم وقلوبهم عن تلك العلاقات إذا كان مع "أخواتهم" !!! ..
حقاً .. أيها العقل "ما أشقـــــــــــــاك" !!!!!
فَلا تَكُن عَقلانياً أيُها العَقل .. وَلَكِن أعقُل
كُونوا كَمَا أحبَبتُم دَوماً ..
أَعجَبَني فَنَقلتُه .. //
مواقع النشر (المفضلة)