أستطيع القول بأن اليتيم أوفر حظاً وأسعد من اللقيط الذي غالباً ما يكون إنساناً هامشياً. لا ينظر إليه الناس والمجتمع إلا على أنه بذرة خاطئة ويحملونه جزءاً كبيراً من المسؤولية. وهو في الحقيقة الضحية الأولى التي تعاقب طوال حياتها من غير ذنب ارتكبته. يحرم من جميع متع الحياة. حتى طفولته تكون تعيسة جدا.
كل الذي يفعله في حياته هو أن ينظر إلى سعادة غيره ويتمناها ولكن لا يحصل عليها.
حتى يشب على كره نفسه وكره مجتمعه وكره الحياة. يرى نفسه مخلوقاً غير مرغوب به. يتمنى أنه لم يخلق في هذه الدنيا.اللقيط عبارة عن إنسان. يجب أن يعيش مثل باقي البشر.
يجب أن يربى تربية حسنة.
يجب أن يتعلم تعليما يرفع من شأنه. يجب أن يعامل معاملة كريمة، أن ينظر إليه نظرة احترام وتقدير، إن يشب ويتولى وظيفة أو أن يتولى منصباً ليس في ذلك ضرر إذا كان كفؤا لهذا المنصب، أن يتزوج وينجب ويربي أبناءه، أن يعيش سعيدا هذا أقل ما يمنح إليه، لأنه وبأبسط كلمة (إنسان) لديه نفس المشاعر والأحاسيس والكرامة والكبرياء، لا يرضى الذل والمهانة، لأنه نفس شريفة خلقها الله وميزها عن غيرها من المخلوقات، فلا يجوز احتقارها وذلها من غير ذنب ارتكبته.
ذكرت بداية إن اليتيم أوفر حظاً، لأن اليتيم غالبا ما يفقد والديه
ولكن يكون لديه أهل من جهة والديه، واليتيم يعرف من هم والداه ويكون له نسب ولقب وسلالة يندرج منها ويعرف أيضا جنسيته، ولكن اللقيط يفتقد ذلك كله، يعيش مجهول الهوية والجنسية، لا يعرف من هم والداه كأنه خرج من تحت الأرض مثل النباتات،
حتى النباتات لها جذور وسيقان ولكن هو ليس لديه. يعيش طوال حياته في تساؤلات يبحث عن المجهول. يعيش ولديه مئات الاسئلة التي ليس لها إجابة.
لقد قرأت في أحد المواقع عن طفلة عمرها ثلاث سنوات لا تستطيع المشي، لماذا؟
لأنها حبيسة سرير لا يخرجونها منه لان العاملين بالدار ليس لديهم الوقت لرعايتها ليس لديهم الوقت لكي يدعونها تنمو النمو الطبيعي، النمو العضوي لأعضائها وعضلاتها أن يحرم الانسان حتى من ابسط حقوقه فهذا الظلم والاستبداد بعينه، وغيرها كثير من هم في مثل حالتها وأكثر منها أيضا ألهذه الدرجة اصبح الانسان هيناً.
مواقع النشر (المفضلة)