آخر الشهر وانتحار السيد : مواطن...
السيد:" مواطن " يقف أمام مكينة الصراف الآلي لسحب راتبه ، فاليوم هو اليوم الخامس والعشرون من الشهر ، يدخل البطاقة ، ويختار اللغة ، تظهر له كتابة تطلب منه إدخال الرقم السري ، يهز رأسه ويتمتم موجهاً كلامه للجهاز :" وشو عليه طلب الرقم السري، والله لو إني( بيل غيتس) ، أصلاً ما فيه شي أخاف عليه " ، يدخل الرقم ، يطلب استعلام عن الرصيد ، تظهر له كتابة :" رصيدك هو 2536،85"، يهز رأسه قائلاً :" الله لا يوفقكم من خمس ألآف ما بقى غير هذا ، الله عليك يا هالبنك ما تفوت ولا قسط ، أربع سنين وأنت قاطع ظهري ، لا بارك الله فيه من قرض ،لا .. ومن زود الأمانة خمس وثمانين هلله، يا نصابين "، يمد يده في جيبه الأيمن يخرج فاتورة الجوال يحملق في المبلغ (557 ريال) ، يتمتم :" الله لايوفقكم ياشركة اللصوص والحرامية ، على وشو هالمبلغ ما أدري ، هذا وأنا ما أكلم إلا جدتي" يمد يده للصراف ويختار تسديد فواتير ويسدد المبلغ ، تظهر شاشة رصيدك المتبقي " 1979،85" ، يعيد الفاتورة الى جيبه الأيمن ، ويمد يده إلى جيبه الأيسر .. يخرج فاتورة الكهرباء ، يحملق في المبلغ :" 425" ، يتمتم " وشو عندي مصنع ، هذا في شهر ، كلها ثلاث غرف وصالة"، يمد يده مرة أخرى للصراف، ويقوم بتسديد الفاتورة ، .... تظهر شاشة : رصيدك المتبقي "1554،85"، يعيد الفاتوره إلى مكانها في جيبه الأيسر، ويمد يده إلى الجيب الأمامي... يخرج فاتورة المياه، يحملق في المبلغ" 65"، يتمتم ".. هذا وأنا ما أتروش في الشهر إلا مرة ، حتى الفياقرا بطلت أكلها علشان ما أصرف مويه، حسبي الله عليكم"، يمد يده ويقوم بالتسديد ، ...تظهر شاشة : رصيدك المتبقي "1489،85"، يقوم السيد :"مواطن " بسحب "1400" ، تظهر شاشة من جديد : رصيدك المتبقي "85،89"،... يأخذ المبلغ والبطاقة ،و يضعهما في جيبه، وينطلق نحو السياره..........
يدير المحرك ويتحرك مسرعاً نحو المنزل...وفي الطريق يجد فرصته أثناء وقوفه عند إحدى الإشارات الضوئية ..ليستغرق في أفكاره. ..أسند رأسه إلى المقعد، وبدأ يتمتم:" الله المستعان ..ألف وأربعميه إلي بقى ..، هاذي وش تسوي ..الإيجار لي فترة ما دفعته ، وصاحب المكتب مطلع روحي كل يوم ناقزلي على الباب ، والبقالة بعد لهم على ديون الدنيا ، والسيارة تحتاج صيانة، والعيال لي كم شهر... وأنا أواعدهم أشتريلهم سياكل ، والحرمة صا جتني تبغى ملابس جديده علشان تحضر عرس بنت خالتها بعد إسبوع، وأخوي_ إلي في الجامعة_ إتصل علي ويقول: تأخرت المكافآت عليهم ومحتاج كتب ضروري ووعدته على الراتب،.. ومصاريفي ومصاريف عيالي ... والله مليت من هالحياة ..كل شهر على هالحال ..وأنا ما بعد سويت شي ، لاشريت أرض ولا عمرت ... شكلها قرف ماله نهاية......"
وفجأه يقطع على السيد "مواطن" هواجسه وأفكاره صوت " ميوووووووو ، ميووووووووو، معووووووووو" ، يلتفت بتثاقل إلى جهة الصوت، يشاهد : قط يطارد قطة، محاولاً الإمساك بها عند حاوية الزبالة الموجودة قرب الرصيف ، يبتسم ابتسامة ملؤها الحسرة، ويتمتم " ايوى يا بسبوس ، والله ما أحد عايش بها الديره إلا إنت ، لاهم ولا فواتير ولا أقساط، مبسط بهالنعمة ، لا.. وبعد _ من زود الفسق_ تلحق بها لبسيسات الحلوات قدام العالم عيني عينك، ولا نشدت عن أكبر شنب...يا حظك يا الشمالي "
مواقع النشر (المفضلة)