ينحصر فهم وتطلع معظم الشباب في أمور سطحية، لكن جميع مجالات الحياة تحمل قواعد وأسرارا وحسابات، تستوجب معرفتها وفهمها وفك رموزها، من أجل ان يتم التعامل بها على الوجه الأكمل، ولكن الذي يحدث في مجتمعنا يكون بعكس ذلك تماما، خصوصا عند الشباب الصاعد الذين هم أمل الأمة وعمادها، فترى ان معظم الشباب مثقفون ومن حملة الشهادات العليا وطلاب جامعات، ومع ذلك فسلوكياتهم قاصرة.
لقد طغى التقليد الأعمى للغرب على المجتمع العربي في كل شيء، الا ثقافة الغرب، ولا أنكر ان المجتمع العربي هو مجتمع مثقف، ولكن ما فائدة الشهادات من غير العمل بها؟
نحن نتحدث عن التقليد الأعمى المتزايد مع الأسف الشديد، نرى في هذه الأيام غرائب وعجائب على جوانب الطريق وفي ال TV و.. و.. و..، فترى فلانا قد اطال شعره حتى صار وجهه عبارة عن كرة شعر سوداء تتحرك دون ان تعلم أين الوجه من القفا؟ وذلك ليتشبه بذلك المطرب الأميركي، والآخر قد صبغ شعره ليتشبه بفلان، وضيق بنطاله وقصر قميصه، والآخر وضع سلسلة كبيرة على عنقه مرسوما عليها شيء من أفكار الغرب المنفتحة والآخر ينزل بنطاله الى ما تحت المتوقع لكي يقلد التقليعة الإنكليزية، فتجد ان الشخص الذي يفعل هذه التقليعة لا يستطيع اخذ راحته في المشي أو الجري لان البنطلون قابل للسقوط؟ وللمعلومية ان البنطال في هذه الحالة قابل للسحب من أي شخص، فصار الشخص يضع نفسه في مواقف محرجة لكي يقلد فلانا، أيعقل ما يحصل لنا؟
هل ما يفعله البعض مما سبق ذكره يعبر عن شخصية مستقلة؟ لا اعتقد ذلك، فالمقلد قد صنع بنفسه ما صنع، ليظهر لمن حوله بانه متفتح على العالم والحياة العصرية، ولكن الذي يحدث على العكس تماما، لقد أصبح التقليد لكل شيء عن جهل حتى ان فلانا لم يكن يدخن وقد كان يكره الدخان والمدخنين، لكنه اصبح مدمنا على الدخان بعد فترة لانه يقلد شخصية في احد الافلام وقد أعجب بها فقلدها.. يا للحسرة فقد انتبه الى اسخف الأمور وقلدها، وترك الأمور الأخرى الجادة وأدار وجهه عنها.
مواقع النشر (المفضلة)