جميعنا يعلم بأن الشحاذة أو الشحاتة أو التسول أصبحت مهنة وحرفة لها معلمينها وصبيانها مدارسها وتلاميذها، ولعل أول ما يتبادر إلى الذهن هو شحاذو الاشارات الذين يتواجدون بكثرة وخاصة في عروس البحر الأحمر جدة وازدادت نسبتهم بالرياض والشرقية ايضاً، وطبعاً هذه سياسة التوسع الشحاذي الذي تستخدمه رابطة الشحاذين في نقل النشاطات إلى مدن المملكة.
أحد الصور المتكررة عندما تقف عند اشارة المرور ويأتي إليك شخصاً مبتورة أحد أطرافه أو امرأة وتحمل طفلاً وآخر يمشي أمامها ويقف أمام نافذة سيارتك طالباً ريالاً واحداً فقط، صورة ثانية يأتي إليك رجل يقود سيارته وآثار السفر عليها وأحياناً تجد بها امرأة وأطفالاً فيقف إلى جانبك لا يكلف نفسه عناء حتى النزول من السيارة ليقوم بضرب زمور سيارته ويناديك فتأتي إليه معتقداً بأنه تائهاً.. لكنك تفاجأ ليقول لك جئت من أقصى المريخ وانقطعت ولم يكن معي ثمن البنزين هلا ساعدتني بما تجود به نفسك صورة ثالثة لكنها خارج المملكة هذه المرة شحاذة VIP عندما تكون مقيماً بأحد الفنادق وتجلس في بهو الفندق، ليقترب منك شخص ليتعرف عليك فتسلم عليه وكأن أمامك رجل أعمال مهم ليجلس معك ويقول انه فلان ابن علان من الحمولة الفلانية (طبعاً كله كذب بكذب) ومن ديرتك وسرقت نقوده بل وتزيد المسألة بأنه يصف لك منزله بالشارع الفلاني وهذا رقم جوالي لتكتشف فيما بعد أن هذا الشخص محترف ولم يخط شبراً داخل المملكة أو زارها للعمرة ويوهمك بأنه سعودي، طبعاً الساذج يشعر بالأسى على حاله والخجل من التأكد من أوراقه فما يكون إلا أن يدفع له.. ويكون قد وقع المواطن ضحية طيبته، وهناك العديد من الشحاذين خصوصاً عقب الصلوات الذين يشغلون المصلين من الدعاء فيبدأ الشحاذ منهم خطبة مسكنة يعجز ممثلو هولويد عن اتقان الدور كما يتقنه بل وبعض الأوقات تجدهم اثنين أو ثلاثة بالمسجد الواحد.
اعتقد هنا يجب أن نقسم الشحاذين إلى قسمين:
1- شحاذون داخل المملكة: وهؤلاء كثر فأعتقد حري بنا ان لا نعطيهم ريالاً واحداً كي لا نشجعهم على الشحاذة، بل ولا ندعمهم بشيء لأنهم أناس يمتهنون الشحاذة والسرقة بدلا من العمل، وهم كثر في جدة وهذا أمر مزعج حيث ان مدينة جدة تستقبل زائرين من كل حدب وصوب للعمرة أو للحج مثلاً ليروا هذه الصورة عن المملكة بعدد الشحاذين والمتسولين وخصوصاً ممن يأتين من بعض الدول الجنوب افريقية، فلابد من حلول وترحيلهم خارج الوطن بل لابد من حملات توعية توضح خطرهم على المجتمع من النواحي الأمنية والأخلاقية حيث كثير منهم مجرمون يقتلون ويسرقون وينهبون ولا يرحموا ان يذبحوا طفلاً رضيعاً، فاعتقد انها مسؤولية مشتركة بين الجهات الأمنية ذات الاختصاص وبين مكاتب مكافحة التسول، لكن الحملات الأخيرة كان لها اثر ايجابي رائع ومع ذلك فهم بتولد مستمر فالأمر بحاجة إلى خطة مكافحة متكاملة، فهم خطر حقيقي على ابنائنا وأطفالنا ونسائنا وخصوصاً ان البعض منهم يقوم بالشحاذة على أبواب البيوت في الفترة الصباحية التي يكون بها رجل البيت في العمل وليس بالبيت سوى المرأة والأطفال وهذا وضع مقلق للغاية.
2- شحاذون خارج المملكة وهم كثر أيضاً ممن يصطادون السعوديين على وجه الخصوص ويمثلوا الأدوار عليهم، اعتقد هنا لابد من التوعية وتحذير المواطنين من الاستماع لمثل هؤلاء أو التعاطف معهم.
الموضوع كبير ومقلق للغاية، واتمنى ان نتكاتف كلنا بجانب رجال الأمن لمنع المتسولين وأفضل ما نفعله هو الا نعطيهم أو ندعمهم ولمن أراد الثواب فالجمعيات الخيرية موجودة والهيئات الإسلامية كذلك بل والمحتاجون موجودون وهنا طرق للوصول إليهم ودعمهم لكن ليس في الشارع.. وفي الختام سؤال لا أعلم أين مكتب مكافحة التسول من هذا كله؟
مواقع النشر (المفضلة)